وأفادت مصادر في وزارة التجارة التركية، أن الشعّار يزور أنقرة، تلبية لدعوة الوزير عمر بولاط، وتستمر الزيارة لغاية الخميس 7 أغسطس/آب الجاري.
ومن المنتظر أن تشهد الزيارة بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بجميع جوانبها، والعمل على إنشاء آليات مؤسساتية للتعاون.
والزيارة التي يشارك فيها ممثلون عن عالم الأعمال أيضاً، توصف بأنها "خطوة تاريخية" سيجري من خلالها رسم خريطة طريق للعلاقات المقبلة في المجال الاقتصادي والتجاري.
شراكة اقتصادية شاملة
ومن المنتظر أن يعقد الوزير السوري خلال زيارته أنقرة، لقاءات ثنائية وأخرى على مستوى الوفود، يبحث خلالها سبل التعاون لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، والتعاون في المجال الجمركي، وتعزيز الاستثمارات، فضلاً عن “تعزيز التعاون في مرحلة إعادة إعمار سوريا وتطوير الروابط اللوجيستية”.
من جهة أخرى، تهدف المباحثات المرتقبة إلى إقامة اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة من الجيل الجديد، تتناسب مع واقع المنطقة وسوريا، وتهدف إلى دمج اقتصاد البلدين.
وفي إطار الزيارة أيضاً، سيجري توقيع اتفاقية تأسيس لجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية بين تركيا وسوريا، إذ سيوقع وزير التجارة التركي عمر بولاط ووزير الاقتصاد السوري نضال الشعار، هذه الاتفاقية، ويتوقع أن تساهم هذه الاتفاقية في تعزيز التعاون بجميع المجالات اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية لسوريا ودمجها في التجارة العالمية.
وستتخلل الزيارة أيضاً عقد اجتماع "طاولة مستديرة" يجمع عالم الأعمال السوري والتركي، وذلك لتقييم الرؤية الاقتصادية والتجارية الجديدة المتعلقة بسوريا، كما يتوقع أن يلتقي الوزير السوري أيضاً بوزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح كاجار.
إسطنبول المحطة الثانية
وفي اليوم الثاني للزيارة، ستكون إسطنبول المحطة التالية للوزير السوري والوفد المرافق له، إذ سيشارك في اجتماع "طاولة مستديرة" آخر، يجمعه بممثلي القطاعات الخاصة، سيناقش المساهمات المحتملة للقطاعات المختلفة في عملية إعادة إعمار سوريا، إلى جانب دراسة نماذج تمويل بديلة.
زيارة الوزير شعار إلى إسطنبول، ستشهد أيضاً توقيع "بروتوكول تأسيس مجلس الأعمال التركي-السوري" الذي سيجري تشكيله تحت مظلة مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات والهيئات الخاصة في البلدين، وتقوية قدرات التعاون المشترك في إنتاج وإدارة المشاريع.
وينظر إلى زيارة الوفد السوري على أنها تشكّل بداية مرحلة جديدة من التعاون القوي والمستقر في علاقات البلدين، ولا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 2.6 مليار دولار، بينما نفّذت شركات المقاولات التركية في سوريا حتى اليوم 26 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت 794 مليون دولار.
ويهدف مسؤولو البلدين أن تكون الفترة الجديدة نموذجاً لسياسات "الربح المتبادل" في المنطقة، وأن تقدم نموذجاً اقتصادياً يقوم على تنفيذ مشاريع ملموسة تحقق الفائدة للطرفين.