ولد مته كازوز عام 1999، لعائلة رياضية بامتياز، فوالده متين كازوز رامي السهام الذي مثّل تركيا في عدد من البطولات العالمية ودرّب اللاعبين الأتراك في رماية الأسهم، فيما تدير والدته ميرال كازوز نادي إسطنبول للرماية الذي ساهمت في تأسيسه رفقة والده.
في هذه الأجواء الرياضية ترعرع مته الذي حصل على قوسه الأول في عمر الثالثة، ورمى سهمه الأول وهو في الخامسة، فيما بدأ باحتراف الرياضة وهو في الحادية عشرة وشارك في أول بطولة دولية وهو الرابعة عشرة، بعد أن ساهم في حصول الفريق التركي في رماية القوس الكلاسيكية على الميدالية الفضية في بطولة العالم للشباب التي أقيمت في مدينة "ووشي" في الصين 2013، وفي عمر السابعة عشرة وتحديداً في عام 2016، حقق كازوز الميدالية الفضية في بطولة أوروبا التي أقيمت في مدينة نوتنغهام في إنجلترا.
في الأولمبياد
يروي ميتين كازوز "الوالد" عن اللحظات الأولى التي بدأ فيها الطفل مته بالتفكير باللعب في الأولمبياد، قائلاً "في عام 2007، كنت أرغب بالذهاب إلى أولمبياد بكين 2008، لكن الحظ لم يحالفني، في ذلك الوقت قال لي طفلي مته الذي لم يتجاوز عمره الثامنة، إنه وجد الطريقة التي يمكن للأب فيها اللعب في الأولمبياد، وعند سؤاله عن الكيفية أجاب الطفل بأن ذلك ممكن من خلال مشاركته هو في أولمبياد 2016، وكتابة الحرف الأول من اسمه الذي يشترك فيه مع والده وبذلك يصبح اسمه واسم والده حاضراً في الأولمبياد، وهذا ما تحقق".
تحقق حلم الفتى مته وشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل عام 2016، ليكون أصغر رياضي في البعثة التركية المشاركة يشارك في الألعاب الأولمبية وذلك بعمر 17سنة، حقق مته عدداً من الانتصارات في البطولة قبل أن يخرج من المنافسة على يد المصنّف الرابع عالمياً الهولندي فان دان يبرغ.
وتمكّن مته في بطولة العالم للرماية بالأقواس لفئة الشباب في الأرجنتين عام 2017، من الفوز مجدداً بعد ان أحرز، برفقة الرامية التركية ياسمين إيجم أناغوز، برونزية الرمي فئة المختلط. وفي بطولة أوروبا التي أقيمت في إسبانيا عام 2018، حقق مته ذهبية الرمي لفئة الفردي.
وفي عام 2018، اختار الاتحاد الدولي للرماية مته كأفضل رياضي في فئة الرمي الكلاسيكي، كما اختير من قبل لجنة من الاتحاد كأفضل رياضي صاعد.
أول ذهبية تركية
نافس مته الألعاب الأولمبية في مدينة طوكيو عام 2021، للمرة الثانية في مسيرته الرياضية، ليتمكن من الفوز بأول ذهبية تركية في مجال الرماية الكلاسيكية للفئة الفردية بعد أن نجح بتخطي عدد من أبطال العالم المصنفين في مواقع متقدمة، كما استطاع، برفقة الرامية التركية ياسمين إيجم أناغوز، الفوز بالحصول على المركز الرابع في فئة الفرق المختلطة.
وفي بطولة العالم للرماية المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021، تمكّن مته، برفقة الرامية ياسيمن إيجم أناغوز، من الفوز بالمرتبة الثالثة لفئة الفرق المختلطة، فيما حل رابعاً على المستوى الفردي للرجال، وفي العام التالي فاز بالميدالية البرونزية في بطولة أوروبا للرماية التي أقيمت في ميونخ عام 2022.
وخلال الألعاب الأولمبية لمنطقة البحر المتوسط التي أقيمت في مدينة وهران الجزائرية عام 2022، تمكن مته من الفوز بالميدالية الفضية لفئة الفردي على مستوى الذكور، والمساهمة بفوز الفريق التركي للرماية على مستوى الذكور بالميدالية البرونزية، كما تمكّن برفقة الرامية ياسمين أيجم أناغوز بالفوز بالميدالية الذهبية على مستوى الفرق المختلطة.
وبعد أن فاز كازوز في بطولة العالم للرماية على المستوى الفردي ضمن تمثيل بلاده في أولمبياد باريس 2024، لتكون المشاركة الثالثة لمته كازوز في الألعاب الأولمبية بعد ريو 2016، وطوكيو 2020.
السر في الانضباط
ساهم مته كازوز على مدار مسيرته الاحترافية في فوز تركيا بـ36 ميدالية، 15 ذهبية، و12 فضية، و9 برونزية، هذه الإنجازات تقف خلفها ساعات طويلة من العمل والتدريب يقضيها مته ابن الـ24 عاماً.
فخلال يوم التدريب العادي، يقضي مته 8 ساعات بالتدرب على الرمي، وساعتين في تمارين التحمل والقوة، بالإضافة إلى ساعة سباحة، فيما يقضي أوقات فراغه في قراءة الكتب وتعلم اللغات الأجنبية.
وبالإضافة إلى البطولات وحفلات التتويج بالميداليات عرف الأتراك كذلك مته، كإنسان يسعى لأن يكون قدوة لغيره من الأطفال، فخلال زلزال كهرمان مرعش، باع مته قوسه الذي استخدمه في أولمبياد طوكيو بـ200 ألف ليرة تبرع بها لأطفال الزلزال.
يهدف كازوز إلى البقاء في رياضة الرمي، التي يسعى خلالها ليكون نموذجاً للأطفال، فأكثر ما يجعله سعيداً على حد وصفه هو مشاهدة الأطفال له أثناء لعبه، "على أمل أن يقول أحدهم يوماً أريد أن أكون مثل مته، هذا الأمر يجعلني سعيداً أكثر من الفوز بالأولمبياد نفسها".