أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، أن عشرة من جنوده قُتلوا في معارك دارت رحاها يوم الثلاثاء بقطاع غزة، مشيراً إلى أن من بينهم 8 جنود قُتلوا داخل ناقلة الجند المصفحة التي تفتخر بها إسرائيل وتطلق عليها "النمر"، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل، باعتبار أن المصفحة المذكورة عالية التحصين ويصعب إعطابها.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن "النمر" استهدفها عناصر المقاومة في غزة بصاروخ مضاد للدروع، وهو ما أدَّى إلى مقتل من كان فيها.
كانت مصفحة النمر، ناقلة الجندي الإسرائيلية محلية الصنع، تحظى بسمعة جيدة نسبياً وتفتخر بها الصناعات الدفاعية الإسرائيلية بالقول إنها ناقلة متقدمة ومحصنة، فما الذي جرى في غزة؟
قال موقع "واللا" العبري إنه "من أجل فهم ما جرى لا بد من العودة إلى يوم 12/5/2004، الذي كان يوماً صعباً على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث استطاع مقاتلون من حركة حماس استهداف ناقلة جند من طراز "M113" كان في داخلها جند من كتيبة غزة ومليئة بالمتفجرات، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود كانوا في داخلها.
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي فهم في تلك اللحظة أنه لا يمكن الانتظار أكثر لبدء مشروع تطوير ناقلات الجند الثقيلة.
وأشار الموقع إلى أن "مشروع تطوير ناقلات الجند ظل على امتداد سنوات في أروقة الجهات العامة على تطوير دبابات الميركافا في وزارة الدفاع، وفي نهاية المطاف تقرر بدء تصنيع النقالات على أساس مشابه لمتن وهندسة دبابات "ميركافا-سيمان-4".
وقال إن "ناقلة الجند النمر أُعدَّت لعدم تكرار مآسي ناقلات الجند، وقد حظِيَت بتحصينات مشابهة تماماً لما حظِيَت به دبابات الميركافا، وكان من المقرر أن تبقى صامدة أمام الصواريخ المضادة للدروع وقذائف RPG، بل كانت تُبذَل مساعٍ لتحصينها بمنظومات ذكية مضادة للصواريخ".
وحسب الموقع، سعت الصناعات الدفاعية الإسرائيلية لتطوير محرك الناقلة، إذ حصلت على محرك بقوة 900 حصان، كما تحتوي الناقلة على رشاش من نوع "ماغ" يعمل من داخلها كي لا يتعرض الجنود للخطر، إضافة إلى قاذف قنابل، مشيراً إلى أن وحدة جولاني كانت أول من حصل على النمر.
وقال الموقع إن الجيش الأمريكي اشترى من إسرائيل ثلاث ناقلات جند من طراز نمر، "لكنها تعرضت للتدمير خلال الاختبارات ولم تصمد أمام الصواريخ المضادة للدبابات، وقد تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب درجة التحصين ونقص في قوتها وعزمها.
ولفت الموقع إلى أن "عملية تجهيز وتحصين ناقلة النمر كانت بطيئة للغاية، بسبب التكاليف باهظة الثمن، إذ اتضح أن كل ناقلة تحتاج إلى نحو 3 ملايين دولار، وهو ما دفع الجيش إلى إهمال الأمر ونقل هذه الميزانيات إلى مشاريع دفاعية ثانية".
وقال إنه بسبب كل الظروف المذكورة "حارب الجيش مرة أخرى بناقلات جند من طراز M-113 في حرب 2014 على غزة، ومرة أخرى دفع ثمناً باهظاً، خصوصاً في معركة الشجاعية حين قُتل 7 جنود داخل الناقلة، وخُطف جثمان الجندي شاؤول أرون.
وشاؤول أرون هو جندي تقول كتائب القسام إنها أسرته في غزة عام 2014، ولم تنشر عنه أي معلومة حتى اليوم، وتقول إسرائيل استناداً إلى استفسارات ميدانية إنه قُتل.
وعندما وضعت حرب 2014 أوزارها "قرّر الجيش الإسرائيلي الدفع مجدداً بمشروع التزود بناقلات الجند، واستُؤنفت عملية تصنيع ناقلات النمر التي كانت بدأت فعلياً في 2008، واليوم لديه مئات منها، وهي ناقلات تستطيع حمل 8 جنود معاً، وبدأ العام الماضي في تصنيع ناقلات النمر-2.
وقال الموقع إن "المعروف حالياً هو أن ناقلة النمر تعرضت لهجوم بصاروخ مضاد للدروع، وقد سبق فعليّاً أن تعرضت نقالات النمر لصواريخ مضادة للدروع في غزة وقذائف RPG، وفي حادثة أخرى أسقطت حماس بناية على الناقلة لكنها كلها نجت ونجحت في الحفاظ على أرواح الجنود".
وأضاف "منذ عام 2016 جرى تحصين ناقلات النمر بمنظومة معكف الريح الدفاعية المتطورة التي صنعتها شركة رفائيل للصناعات الدفاعية وهي مشابهة للمنظومة التي حُصنت فيها دبابات ميركافا-سيمان-4، وقد أظهرت قدراتها في اعتراض الصواريخ المضادة للدروع".
وأوضح "واللا" أنه "يتضح الآن أن الجيش أهمل خلال السنوات الماضية عملية تحصين الآليات المدرعة. عام 2019 أعلنت وزارة الدفاع أنها ستشتري منظومات حيتس دوربن الدفاعية من شركة ألبيت للصناعات الدفاعية من أجل تحصين نقالات الجنود والجرافات، وهي صفقة قُدرت بنحو 100 مليون شيكل، ولكن ذلك لم يكتمل".
وقال: "خلال السنوات الماضية عرضت وزارة الدفاع مخططاً جديداً لتطوير نقالات النمر وتزويدها بمدفع من عيار 30 مم، ما من شأنه مساعدة الجنود في ميدان المعركة في حال لم تكن ثمة دبابات، ولكن حتى هذه الصفقة لم تتم.
كانت كتائب القسام أعلنت أمس الثلاثاء، قبل الاعتراف الإسرائيلي، أنها نجحت في تدمير عدد من الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق منطقة جحر الديك بقذائف محلية الصنع من طراز "ياسين-105".
كما اعترف الجيش الإسرائيلي بالتزامن أن جنديين قُتلا داخل دبابة استُهدفت بقنبلة في غزة.