أفاد إعلام عبري بأن مقاتلي لواء "جولاني" في الجيش الإسرائيلي، انسحبوا، الخميس، من قطاع غزة "ليلتقطوا أنفاسهم بعد تكبدهم خسائر فادحة"، في وقت يدور الحديث عن مباحثات إسرائيلية لتقديم عرض جديد لهدنة إنسانية مؤقتة.
وقال موقع "واللا" الإخباري والقناة "12": "بعد أكثر من 70 يوماً في غزة، وسقوط 44 مقاتلاً منه، غادر مقاتلو لواء جولاني قطاع غزة، لالتقاط أنفاسهم، وزيارة أهاليهم لبضعة أيام".
وأضافت القناة "12" أنه "بعد 9 أيام من المواجهة الصعبة في حي الشجاعية (شرق مدينة غزة)، التي قُتل خلالها قائدهم المقدم تومر غرينبيرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين، خرج اليوم (الخميس) مقاتلو لواء جولاني من غزة".
وأشارت القناة إلى أن "الجنود ينتظرون الأوامر للعودة إلى قطاع غزة، لمعاودة القتال".
ويطلَق على لواء "جولاني" للمشاة لقب "النخبة" بالجيش الإسرائيلي.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن كمين نصبه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لجنود من لواء "جولاني" في حي الشجاعية ، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود.
وسمح الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء "جولاني" قُتلوا في الكمين، وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.
ووصفت وسائل إعلام عبرية تلك المعركة في الشجاعية، بأنها "حادثة خطيرة استمرت لأكثر من ساعتين".
"هدنة إنسانية مؤقتة"
في سياق منفصل نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين، لم تسمهم، قولهم إن هناك "محادثات داخلية بشأن تمديد التهدئة (المؤقتة) المقترحة في قطاع غزة، لأكثر من أسبوعين، من أجل إقناع حماس بالإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين لديها".
وأشار المسؤولون إلى أن "مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) سيجتمع الليلة (الخميس) لبحث ذلك، وسوف تضغط قطر على حركة حماس للموافقة على الصفقة"، على حد تعبيرهم.
ووفق هيئة البث، "تناقش إسرائيل حالياً مقترحات إضافية من شأنها إقناع حماس بالتراجع عن مطالبها، وإتاحة الفرصة لإحراز تقدم يؤدي إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن".
وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية وخاصة، عن اتفاق هدنة محتمل قد يبرَم قريباً بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، يشمل الإفراج عن أسرى من الطرفين، برعاية مصرية وقطرية.
وبينما أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على لسان متحدثها أبو عبيدة، الخميس، أنها ترفض أي مفاوضات لتبادل أسرى دون وقف كامل لإطلاق النار، جدَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأكيد أن الحرب على غزة "لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها".
والثلاثاء، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إن تل أبيب "مستعدة" لهدنة إنسانية أخرى في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح المحتجزين.
والخميس، لفت وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن "نحو 129 محتجزاً ما زالوا في قطاع غزة".
ووفق إحصاءات إسرائيلية، تحتجز حماس نحو 239 شخصاً منذ هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تأسر في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ووفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة، خلّفت الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حتى الأربعاء، 20 ألف شهيد فلسطيني و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.