أفرجت مصر وبشكل مفاجئ عن وثائق نادرة تتعلق بحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ضد إسرائيل، ما فسّره مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا (تتبع وزارة الدفاع المصرية) بـ"دلالة مهمة لتوقيت نشر الوثائق في ظل منطقة تموج بكثير من المتغيرات".
ونشرت وزارة الدفاع المصرية عبر موقعها الإلكتروني، في وقت متأخر من مساء السبت، الوثائق تحت عنوان "وثائق حرب أكتوبر 1973 أسرار الحرب".
وسلطت الوثائق الضوء على "أسرار الحرب"، منذ حرب يونيو/حزيران 1967 التي أسفرت عن احتلال إسرائيل سيناء (شرقي مصر)، مروراً بالتخطيط الاستراتيجي العسكري.
وكشفت الوثائق عن تفاصيل من "إدارة حرب 1973 بمراحلها حتى وقف إطلاق النار"، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ودور الإعلام والهيئات الدولية والإقليمية.
واحتفلت مصر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمرور 50 عاماً على حرب 1973.
ولم تفصح وزارة الدفاع المصرية، عن السبب في نشر تلك الوثائق بعد أشهر من الاحتفال بانتصارات أكتوبر/تشرين الأول التي عادة تكون شعبية ورسمية داخل وخارج البلاد.
ونقلت صحيفة اليوم السابع (الخاصة) بمصر، عن اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، (تتبع الجيش المصري) تفسيراً لتوقيت النشر.
وقال العمدة إن "الوثائق الصادرة عن فترة حرب أكتوبر/تشرين الأول والاستعداد لها تحمل دلالة مهمة في التوقيت في ظل منطقة تموج بكثير من المتغيرات".
وأضاف أن تلك الوثائق "تجعلنا نتذكر ونذكر الآخرين بما حدث، وذلك لأننا نقول للعالم إنه رغم الظروف وقتها فقد حققنا المطلوب، وظروفنا اليوم أفضل ونستطيع فعل المطلوب في كل وقت وحين".
وأكد أن "الإفراج عن هذه الوثائق يعتبر رسالة ردع للعالم كله ورسالة تذكير بأن مصر دولة قوية ورشيدة في الوقت نفسه وتتعامل بأسس وثوابت، ولا تتعامل بأهواء وعواطف، ولذلك نشر تلك الوثائق تجعلنا نذكر العالم بما حدث، وهي وثائق تثبت قوة المقاتل المصري".
وجددت القاهرة رفضها أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أي محاولات إسرائيلية لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية.
والسبت، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رفض بلاده "تهجير الفلسطينيين إلى مصر بأي شكل أو صورة"، وسط تأييد فرنسي لموقف القاهرة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وتُعرف حرب أكتوبر/تشرين الأول في مصر أيضاً بحرب "العاشر من رمضان"، وفي سوريا بحرب "تشرين التحريرية"، وفي إسرائيل بحرب "يوم الغفران"، شنّتها القوات المسلحة المصرية والسورية في وقت واحد على إسرائيل على جبهتَي شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، لتحريرهما من الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".