تهدد المجاعة آلاف الفلسطينيين في شمال غزة، لا سيما الأطفال، في ظل انعدام الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحسب نتائج فحوص لسوء التغذية أجرتها مؤخراً منظمات شريكة في مجموعة التغذية (تابعة للأمم المتحدة)، في غزة زيادة كبيرة في نسبة سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً.
ووصل سوء التغذية الحاد العام إلى 16.2%، وهي نسبة تتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15%.
علف الحيوانات
واشتكى فلسطينيون في عديد من الشهادات، عدم قدرتهم على إيجاد الأكل لأطفالهم الذين بات الهزال والإعياء الشديد واضحاً عليهم.
ولجأ سكان غزة والشمال إلى طحن علف الحيوانات للحصول على الدقيق اللازم لإعداد الخبز وضمان بقائهم على قيد الحياة، لكن مخزون تلك الحبوب يتضاءل بشكل كبير.
ويعاني سكان شمال قطاع غزة من ظروف صعبة، إذ يجدون أنفسهم غالباً يمضون أياماً كاملة دون تناول الطعام. ويتطلب الوضع من البالغين تحمل الجوع حتى يتسنى للأطفال الحصول على الطعام.
وفي ظل النقص الحاد بالمياه، حفر عديد من سكان الشمال في الشوارع الترابية وفي أرصفة الشوارع للوصول إلى خطوط المياه للحصول على احتياجاتهم للشرب والغسيل.
في 16 فبراير/شباط الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بين الأول من يناير/كانون الثاني و12 فبراير/شباط، رفضت إسرائيل وصول 51% من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات.
وحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.
وأوضح مكتب أوتشا أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة مُنع وصولها الشهر الماضي، وأن تدخل لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كيفية ومكان تسليم المساعدات متزايد.
"مجاعة بكمال عدوان"
وقال مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية "أغلب الحالات المدخلة إلى مستشفى كمال عدوان تصل في وضع حرج جداً بسبب سوء التغذية".
وأوضح أبو صفية أن "الأطفال المرضى القادمين من مراكز الإيواء يصلون المستشفى في وضع حرج جداً جراء إصابتهم بنزلات معوية وأمراض تسبب لهم جفافاً متقدماً يتطلب تدخلاً علاجياً عاجلاً ومتقدماً".
وحذر الطبيب "من أن قلة المعدات والأدوات الطبية في مستشفى كمال عدوان ونقص التغذية السليمة تهدد بأن تحصد هذه المجاعة كثيراً من الأرواح".
وأشار إلى أن: "الكادر الطبي في المستشفى يعاني من المجاعة كالمرضى، وإدارة المستشفى عاجزة عن توفير وجبة طعام سليمة للكادر العامل في المستشفى الذي يقدم الخدمة الصحية على مدار الساعة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفَت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.