أصبحت مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، منطقة "خراب ودمار" بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها عقب اجتياحها براً منذ 3 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وترك جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه في وقت سابق الأحد، دماراً وخراباً هائلين تمكن رؤيتهما في كل مكان بالمدينة، مع وجود جثث شهداء فلسطينيين في الشوارع والطرقات وبين المنازل.
دمار وخراب
وعاد الفلسطينيون الذين نزحوا من خان يونس في أثناء اجتياحها إلى مناطق الوسط ومدينة رفح أقصى الجنوب، ليصدمهم حجم الدمار الهائل الذي تركته آلة الحرب الإسرائيلية.
وتعرضت غالبية بيوت المنطقة لتدمير شامل، فيما أُصيب بعضها بتصدعات خطيرة تهدد بانهيارها في أي لحظة، نتيجة للصواريخ والقذائف التي سقطت عليها ودمّرت أجزاء منها.
"مُسحت بالكامل"
كما تضرر بعض الشوارع بشكل كبير، حتى إنها مُسحت بالكامل، فيما اختفى بعض المناطق تماماً من الخريطة بسبب الدمار الهائل.
ويبدو بوضوح تداخل الطرقات بعضها مع بعض، مما يجعل من الصعب على السكان تمييز أماكن سكنهم وطرقاتهم بسهولة، فالدمار يتشابه في كل مكان.
ووصف فلسطينيون عادوا إلى خان يونس، الدمار الواسع الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه بـ"زلزال" ضرب المدينة.
وقال عدد منهم إنهم وجدوا منازلهم مدمَّرة بالكامل بعد عودتهم، ووصفوا ما رأوه بأنه "خراب ودمار".
4 أشهر من التدمير
وفي وقت سابق الأحد، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، سحب قواته من خان يونس، بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها، بالتزامن مع مضيّ نصف سنة على بدء الحرب الأطول مدة حتى الآن على غزة.
وقال مصدر بجيش الاحتلال، فضّل عدم الكشف عن اسمه: "اليوم (الأحد) الموافق 7 أبريل/نيسان الجاري، استكملت الفرقة 98 مهمتها في منطقة خان يونس"، وغادرت قطاع غزة لغرض "الانتعاش والاستعداد للمهام المستقبلية".
واستدرك أنه "في قطاع غزة يستمر نشاط قوة كبيرة تابعة للفرقة 162 ولواء ناحال، الذي سيحافظ على حرية تصرّف قوات الجيش في القطاع لشن عمليات دقيقة تستند إلى المعلومات الاستخباراتية".
وبدأت اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لخان يونس في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، بهدف استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه ووفق مزاعمه في الانسحاب، يكون قد خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، وزادت أوضاعهم سوءاً منذ أن بدأت حرباً مدمِّرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق منظمات فلسطينية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 6 أشهر، أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وعلى أبواب عيد الفطر، تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".