سياسة
5 دقيقة قراءة
بسبب التلوث وانخفاض المناعة.. الأمراض الجلدية تفتك بأطفال غزة
من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تشكو السيدة آية أبو هاني تدهور صحة طفلها البالغ من العمر سنتين بسبب انتشار الطفح الجلدي في جسده دون وجود علاج يريحه أو يقيه استمرار عودة المرض.
بسبب التلوث وانخفاض المناعة.. الأمراض الجلدية تفتك بأطفال غزة
الأمراض الجلدية تفتك بأطفال غزة. / صورة: AA
5 أغسطس 2024

تقول السيدة حيث تقف أمام طفلها إسماعيل داخل المشفى إنه يعاني من أمراض جلدية وطفح جلدي شديد، فضلاً عن وجود ورم صغير في رأسه وارتفاع حرارته المستمر.

تضيف أبو هاني في حديثها مع TRT عربي: "وضعه الصحي صعب جداً، لا توجد أدوية ولا علاجات ولا أي شيء أستطيع إعطاءه إياه، أعطيه فقط المسكنات، يتحسن قليلاً ثم يعود بعد أسبوعين ليتفاقم وضعه أكثر".

وأدى استمرار حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 300 يوم، واستمرار المجازر، وأزمة النزوح داخل المدارس والمستشفيات، إلى تفاقم الوضع الصحي للنازحين، وخصوصاً الأطفال، إذ انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة، مع استمرار نقص مستلزمات النظافة الشخصية والأدوية الوقائية.

تشير أبو هاني إلى أن سبب إصابة ابنها بالطفح الجلدي المزمن غير معروف، وتضيف: "يقول لي الأطباء إنها حالة نادرة، وحالته ليست معروفة بالضبط"، حسب تعبيرها، مضيفةً أن المرض بدأ معه من سن 5 أشهُر حتى الآن، وزادت حالته سوءاً في الحرب.

لا أدوية ولا مراهم.. وبيئة غير صحية

تشدد السيدة على أن حالة طفلها تستدعي استمرار تزويده بالمراهم والمضادات الحيوية، وهي مفقودة الآن في القطاع، كما أن قلة الغذاء ونقص مناعة الطفل تساهمان في استمرار انتكاساته. وتشرح أن في المستشفى يتعاملون فقط الآن بنظام المسكنات كي يهدأ الطفل قليلاً، "لكن بعد أسبوعين أو ثلاثة يعود الطفح الجلدي وأعود إلى المستشفى لمحاولة الحصول له على المضادات الحيوية"، وفق قولها.

وكانت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ذكرت في 20 يوليو/تموز الماضي أن "أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفاً صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي"، مشددةً على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.

بدوره يقول محمد كريم، وهو والدُ رضيعٍ مصابٍ بطفح جلديّ، يظهر على شكل بثور على جسده، إنّ طفله يعاني بسبب انتشار القمامة في المدرسة التي ينزح فيها، ومن المجاعة التي تسببت في انخفاض مناعة أطفاله.

ويضيف لـTRT عربي: "يعاني ابني من هذه الحبوب.. هذه من أسباب الحرب والقمامة والمجاعة. لا يوجد دواء، تذهب إلى الصيدلية فلا تجد دواءً، فقط مسكنات.. الله يعطيهم العافية في المستشفى؛ قدموا كل شيء ولكن لا توجد خدمات ولا علاجات".

وتابع: "طفح جلدي من الحر والقمامة والمجاري.. نحن نسكن بمدرسة حيث لا توجد أدوات الاستحمام والتنظيف.. والماء ملوث.. لا يوجد ماء حلو ولا خدمات، نريد أن يشعر العالم بنا، ونريد علاجات وحليباً للأطفال".

مستويات جديدة للأمراض

ويقول مدير الإعلام بمستشفى كمال عدوان، وسام السكني، إنّ المستشفى هو الوحيد الذي يقدم خدمات الأطفال في مدينة غزة وشمالها، مؤكداً أن الأمراض الجلدية وصلت إلى مستويات شديدة في هذا المستشفى بفعل سوء التغذية الذي أدى إلى انخفاض المناعة بفعل القمامة الملقاة والمكدسة في شوارع المخيمات والقرى، وأيضاً بفعل تدمير الاحتلال للبنية التحتية وانتشار مياه الصرف الصحي وتكدس الأطفال داخل مراكز الإيواء التي تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة الشخصية.

ويضيف: "الوضع الكارثي سيصل إلى مستويات جديدة في حال عدم دخول التطعيمات، ومنها تطعيم شلل الأطفال، وهذا الفيروس موجود في مياه الصرف الصحي، وفي حال عدم دخول التطعيمات اللازمة والخاصة بالأطفال ستنتشر أمراض جلدية جديدة أيضاً داخل المستشفى".

ويشير السكني إلى أن الطبيب الوحيد للأمراض الجلدية موجود حالياً في مستشفى كمال عدوان بفعل التغييب القسري للأطباء وترحيلهم من الشمال إلى الجنوب حيث يكافح الأطباء مع عشرات ومئات الحالات التي تتوافد يومياً إلى عيادة الجلدية في المستشفى".

وقدّر الطبيب أن ما يقارب 30% إلى 40% من الأطفال مصابون بأمراض جلدية، فضلاً عن وجود حالات للكبار أيضاً، ويقول: "الأمراض الجلدية لا تفرق بين الصغار والكبار، تنتشر بينهم على حد سواء وبشكل سريع".

ويتابع: "توجد بعض الأدوية والمراهم العلاجية الخاصة بالأمراض الجلدية الخاصة بالصدفية والجرب، لكن توجد بعض الأمراض غير المعروفة التي تأتي على شكل حروق، وأمراض غريبة تأتي بفعل سوء التغذية وانتشار الأمراض الجلدية. نحاول قدر الإمكان علاج الحالات لكن لا إمكانيات ولا أدوية ولا صيدليات.. حصار مفروض على كل شيء".

وشدد الطبيب على الحاجة إلى وجود تخصصات للأمراض الجلدية وأطباء متخصصون في هذا المجال لإنقاذ الأطفال، محذراً من خطورة الوضع الصحي الكارثي الذي وصلوا إليه، وداعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال بدخول الأدوية والتطعيمات والقوافل الطبية الخاصة بعلاج الأمراض الجلدية.

وبدعم أمريكي، أسفرت الحرب على غزة عن نحو 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
"تلتزم تحقيق السلام مع لبنان".. المبعوث الأمريكي يدافع عن إسرائيل رغم اعتداءاتها المتواصلة
البرغوثي: نواجه مخططات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.. وأمريكا تواصل انحيازها الكامل لإسرائيل
مظاهرة داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض احتجاجاً على زيارة نتنياهو
جيش الاحتلال يعلن اعتقال خلية يزعم أنها تتبع فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا
ترمب يتوعد الدول المتحالفة مع بريكس برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيلاً وسط استمرار البحث عن مفقودين
ترمب: أمامنا فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة هذا الأسبوع
قادة "بريكس" يدعون إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ويُدينون الهجمات على إيران
القسام تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بخان يونس وتقصف مستوطنتين محاذيتين لغزة
بلا نتيجة حاسمة.. انتهاء الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل
جيش الاحتلال يستهدف مواني ومحطة كهرباء في اليمن والحوثيون يعلنون التصدي للهجوم
الضفة.. شهيدان في نابلس وإخطارات بالهدم في الخليل و296 انتهاكاً إسرائيلياً في سلفيت
الدوحة.. جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لأجل وقف إطلاق النار في غزة
"بملايين الدولارات".. تقرير بريطاني: شركة أمريكية تخطط لتهجير فلسطينيي غزة عبر المساعدات الإنسانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب باتفاق شامل تزامناً مع مفاوضات الدوحة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us