وفي وقت سابق الخميس، قال مدير وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، إن "الوزارة تقدمت بطلب عبر منظمة أطباء لحقوق الإنسان لمعرفة مصير أبو صفية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي رد على الطلب بأنه ليس لديه معتقل بهذا الاسم".
وأضاف البرش، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن "هنالك خشية من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تصفية أبو صفية" بعد اعتقاله منذ نحو أسبوع.
وفي بيان، قال نادي الأسير (غير حكومي) إن "حالة الطبيب أبو صفية، واحدة من حالات آلاف معتقلي غزة الذين يواجهون جريمة الإخفاء القسري"، وأضاف أن "المخاطر على أبو صفية تتضاعف مع مرور الوقت، وذلك بعد نفي جيش الاحتلال وجود سجل يثبت عملية اعتقاله".
وأوضح أنه "رغم وجود أدلة واضحة على اعتقال الدكتور أبو صفية بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، إلا أن الاحتلال يتنكّر لما صرّح به سابقاً، كما يتنكر لوجود أدلة منها صور ومقاطع مصورة نشرها، بالإضافة إلى إفادات بعض المعتقلين الذين أُفرج عنهم".
وحمّل النادي "سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الدكتور أبو صفية"، وجدد مطالبته "للمنظومة الحقوقية الدولية أن تنقذ ما تبقى من معنى لدورها أمام حرب الإبادة، بعد تآكل دورها بسبب حالة العجز المرعبة".
وفي خضم المجازر الإسرائيلية المتواصلة شمال غزة، سطع اسم الطبيب أبو صفية، بوصفه رمزا للإنسانية والصمود في مواجهة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ نحو 15 شهرا.
والسبت الفائت، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مدير مستشفى كمال عدوان، بمحافظة شمال قطاع غزة حسام أبو صفية.
والجمعة الماضية، اقتحم جيش الاحتلال المستشفى وأضرم النار فيه وأخرجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصاً كانوا داخله، بينهم مديره الدكتور أبو صفية.
ومع اشتداد الإبادة الإسرائيلية، دفع أبو صفية ثمناً شخصياً باهظاً عندما فقد نجله إبراهيم في اقتحام جيش الاحتلال للمستشفى في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعرّض أبو صفية لإصابة نتيجة قصف استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة مكانه وواصل علاج المرضى والجرحى.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجدداً في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلّفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة بدعم أمريكي أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.