وقال كارني، في مؤتمر صحفي: "نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025".

وأضاف: “كندا تسعى بالتعاون مع الشركاء لضمان أن يصبح حل الدولتين قابلاً للتطبيق”، مستدركاً: “فرص حل الدولتين تتلاشى أمام أعيننا”.

وندد كارني بحقيقة سماح الحكومة الإسرائيلية بحدوث كارثة في غزة، وقال إنه تحدث، الأربعاء، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأشار رئيس الوزراء الكندي إلى أن “اعتزام كندا مبنيٌّ على إصلاحات من بينها التزامات السلطة الفلسطينية إصلاح حوكمتها، وإجراء انتخابات عامة في 2026 من دون حماس، ونزع سلاح الدولة الفلسطينية”.

إسرائيل وأمريكا: مكافأة لحماس

ورفضت إسرائيل الإعلان الصادر عن رئيس الوزراء الكندي بشأن اعتزام الاعتراف بدولة فلسطينية، وقالت إنه يمثل مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان صباح اليوم الخميس: "تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا التوقيت مكافأة لحماس، ويضر بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطار عمل لتحرير الرهائن".

من جانبه، قال مسؤول بالبيت الأبيض الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيمثل مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإنه لا ينوي فعل ذلك، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قرار بلاده بهذا الشأن.

وذكر مسؤول البيت الأبيض، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "كما يقول الرئيس فإنه سيكافئ حماس إذا اعترف بدولة فلسطينية، وهو لا يعتقد أنه تتعين مكافأتها... وبالتالي فإنه لن يفعل ذلك. يركز الرئيس ترمب على توفير الطعام للناس في غزة".

ولم يرد المسؤول على سؤال حول ما إذا كان قد جرى إبلاغ الولايات المتحدة مسبقاً بإعلان كارني.

فرنسا ترحب

وفي أول ترحيب بالقرار، أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لرئيس الوزراء الكندي، خلال اتصال هاتفي الأربعاء: "تثمينه" موقف أوتاوا "التاريخي" باعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إنّ عبّاس تلقّى اتصالاً هاتفياً من كارني أبلغه خلاله الأخير عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الفلسطيني "ثمّن الموقف الكندي التاريخي (...) الذي سيعزّز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة"، وشدّد على أنّ "هذا الموقف الشجاع يأتي في لحظة تاريخية مهمة لإنقاذ حلّ الدولتين المدعوم دولياً".

كما أعلن قصر الإليزيه مساء الأربعاء أنّ فرنسا ترحّب باعتزام كندا الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، و"ستواصل جهودها" من أجل أن تحذو دول أخرى حذوها.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان: "يسعدنا أن نتمكن من العمل مع كندا لإحياء آفاق السلام في المنطقة. سنواصل جهودنا من أجل ينضمّ آخرون إلى هذا الزخم في إطار التحضيرات للجمعية العامة"، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث هذه المسألة "في وقت سابق اليوم" مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني.

والثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتلتزم حل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.

كما أعلن رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.

ودعت فرنسا و14 دولة أخرى، من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، وفق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء.

وسبق أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بفلسطين بصفتها دولة، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.