وهاجم مستوطنون متطرفون فجر الجمعة بلدات بيتا وبورين وجوريش وعقربا جنوب نابلس، واعتدوا على منازل ومزارع، وسرقوا أغناماً، وقطعوا عشرات أشجار الزيتون، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي بلدة بورين، هاجمت مجموعة من المستوطنين أراضي البلدة، وشرعت بقطع عشرات أشجار الزيتون التابعة لعائلة صوفان على أطراف البلدة، قبل أن يهاجموا منزل العائلة ويرشقوه بالحجارة، وينصبوا خيمة في محيطه.
وفي بلدتي جوريش وعقربا، سرق مستوطنون أغناماً من حظائر ومراعي فلسطينية تحت تهديد السلاح. أما في بلدة بيتا، فقد أسفر هجوم المستوطنين عن إصابة 3 فلسطينيين بعد اعتدائهم عليهم بالضرب، خلال محاولة المستوطنين اقتحام منزل قرب جبل صبيح ومحاولة إحراقه.
كما اقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي البلدة لاحقاً، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة 8 فلسطينيين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وتفيد تقارير فلسطينية بأن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
وفي موازاة ذلك، نزحت 30 عائلة فلسطينية قسراً من تجمع عرب المليحات شمال غربي أريحا، بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين عليهم، ومنعهم من الوصول إلى مصادر المياه والمراعي، وسط حراسة من قوات الاحتلال.
وقالت إحدى المواطنات لوكالة "وفا"، إن العائلات رحلت تحت تهديد السلاح، بينما أقام المستوطنون خياماً وبؤرة استيطانية على بُعد أمتار من مساكن الأهالي.
بدوره، حذّر المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، من أن "ما يجري في عرب المليحات يُنذر بتكرار سيناريو التهجير القسري في مناطق أخرى من الأغوار والضفة"، مشيراً إلى أن البؤر الاستيطانية تحولت إلى مراكز إرهاب يومي بحق السكان.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 989 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وفي مدينة الخليل جنوبي الضفة، اقتحم جيش الاحتلال، مساء الخميس، بيت عزاء في مدينة الخليل جنوبي الضفة أقامته عائلة مهدي شاور، الأسير المحرر المُبعد إلى غزة، الذي استشهد في غارة إسرائيلية على القطاع صباحاً.
ومنعت قوات الاحتلال إقامة بيت العزاء، وأجبرت المعزّين على مغادرة المكان، ما دفع العائلة للاعتذار عن عدم استقبالهم، ودعوتهم لتقديم التعازي عبر الاتصالات ووسائل التواصل.
وبوقت سابق الخميس، أعلن مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، في بيان، أن غارة إسرائيلية استهدفت ثلاثة محررين مبعدين إلى غزة، وهم مهدي شاور وأيمن أبو داود وبسام أبو سنينة، ما أدى إلى استشهادهم.
وأوضح أن شاور وأبو سنينة أُبعدا إلى قطاع غزة عقب الإفراج عنهما ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، بينما أُبعد أبو داود، وهو أيضاً من محرري الصفقة، إلى غزة عام 2013 بعد خوضه إضراباً عن الطعام.
وعام 2011، أفرجت إسرائيل عن 1027 أسيراً فلسطينياً ضمن صفقة تبادل مع حركة حماس برعاية مصرية، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأبعدت حينها عدداً من المحررين إلى غزة.
وفي مايو/أيار 2013، جرى التوصل إلى اتفاق يقضي بإبعاده إلى قطاع غزة لمدة عشر سنوات، ما مكنه من مغادرة السجون مرة أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.