وقالت هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي) في بيان مشترك، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة اتصال رسمية فلسطينية مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتهما "استشهاد المعتقل الإداري أحمد سعيد صالح طزازعة (20 عاماً) من جنين، في سجن مجدو".
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، دون توجيه لائحة اتهام، ويمتدّ إلى 6 أشهُر قابلة للتمديد، عقب تقديم المخابرات للمحكمة "ملفاً سرياً" يُمنع المحامي و/أو المعتقل من الاطلاع عليه.
وذكر البيان أن الشاب طزازعة معتقل منذ 6 مايو/أيار الماضي، لكنه لم يذكر "تفاصيل دقيقة حول ظروف استشهاده".
وقالت المؤسستان إن استشهاد الأسير الفلسطيني يُضاف إلى "سجل شهداء الحركة الأسيرة الذين ارتقوا نتيجة الجرائم المنظمة التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة المستمرة (منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، وأبرزها: التعذيب والجرائم الطبية والتجويع".
وأضافت الهيئة والنادي أن "سجن مجدو، الذي كان المعتقل طزازعة محتجزاً فيه، شكّل واحداً من أبرز السجون التي سُجلت فيها جرائم جسيمة، لا سيما مع استمرار انتشار مرض الجرب (السكابيوس)، الذي حوّلته إدارة السجون إلى أداة واضحة لقتل مزيد من الأسرى".
ولفتتا إلى أنه "مع استشهاد المعتقل طزازعة، يرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة إلى 76 شهيداً ممن عُرفت هوياتهم، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري"، وقالتا إن المرحلة الحالية في تاريخ الحركة الأسيرة تُعَدّ "الأكثر دموية، إذ بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 حتى اليوم 313 شهيداً، وفقاً للبيانات الموثقة لدى المؤسسات".
وشدّدَت المؤسستان على أن "تصاعد وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين بشكل غير مسبوق، يؤكد مجدداً أن منظومة سجون الاحتلال ماضية في تنفيذ سياسة القتل البطيء بحقهم"، وتابعتا: "في الوقت الذي يطالب فيه العالم بالإفراج عن أسرى الاحتلال (لدى حماس)، فإنه يتجاهل استمرار عمليات القتل الممنهجة بحق أسرانا، وجرائم التعذيب التي فاقت القدرة على الوصف".
وحمّلت الهيئة والنادي "سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل طزازعة"، وجددتا مطالبتهما المنظومة الحقوقية الدولية "باتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب، وفرض عقوبات واضحة تعزل الاحتلال دوليّاً".
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 10 آلاف و800 فلسطيني، بينهم 3 آلاف و629 أسيراً إدارياً، وفق مؤسسات الأسرى.
وبموازاة حرب الإبادة صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1012 فلسطينياً وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً و500 شخص، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وترتكب إسرائيل إبادة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفَت أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.