وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن مصادر طبية وشهود عيان، بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجازر جديدة في قطاع غزة، أبرزها قصف مبنى الكلية التطبيقية في خان يونس، وقصف شقة سكنية وسط مدينة غزة، إلى جانب استهداف تجمعات لمدنيين كانوا يصطفّون للحصول على المساعدات الغذائية شمال القطاع وجنوبه.
مجزرة على "طابور المساعدات"
وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية فتحت نيران المدفعية وأطلقت النار من الآليات الثقيلة صوب حشود مدنيين في محيط منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 73 فلسطينياً وإصابة عشرات.
وأوضحت أن الضحايا نُقلوا إلى المستشفيات بعربات بدائية وبوسائل نقل خاصة وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.
واستقبل مستشفى الشفاء 50 جثماناً على الأقلّ من ضحايا هذه المجزرة، فيما وصلت 18 جثة إلى عيادة الشيخ رضوان، وجثمانان إلى مستشفى القدس في تل الهوى، وقتيلان إلى مشفى السرايا الميداني، إضافة إلى قتيل بمستشفى المعمداني.
في سياق متصل، استُشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف نقطة تجمع لمنتظري المساعدات قرب دوار التحلية شرق خان يونس.
استهداف الدفاع المدني والمدنيين
في خان يونس أيضاً قصف الجيش الإسرائيلي مبنى الكلية التطبيقية، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينياً بينهم عناصر من فرق الدفاع المدني، وفق مصادر طبية للأناضول.
كما قُتلت أم وطفلتها في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية وسط مدينة غزة.
من جانبه أطلق مستشفى الشفاء نداءً عاجلاً للتبرع بالدم نظراً إلى النقص الحادّ في المخزون، وسط تكدُّس عشرات الإصابات التي وصلت تباعاً جراء القصف، في ظل انهيار شبه تامّ للخدمات الطبية.
"مصايد الموت" تتواصل
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، تعتمد إسرائيل والولايات المتحدة آلية توزيع مساعدات بعيدة عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ما حوّل طوابير الغذاء إلى "مصايد للموت"، وفق توصيف جهات فلسطينية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قتلت إسرائيل بهذه الآلية 995 فلسطينياً وأصابت 6011 آخرين، مع وجود 45 مفقوداً حتى الأحد.
وتواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر منذ 2 مارس/آذار 2025، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع، حيث تزداد حالات الوفاة جوعاً يوماً بعد يوم.
22 شهراً من الإبادة
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، بدعم أمريكي مطلق، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الأممية كافة.
وخلّفَت هذه الإبادة أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن مجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.