واستهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل ومنتظري مساعدات، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى شمال ووسط وجنوب القطاع.
وفي خان يونس جنوب القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف منزل في منطقة المواصي غرب المدينة.
كما استشهد 12 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي استهدف 3 خيام تؤوي نازحين في 3 هجمات متفرقة بخان يونس.
وفي وسط المدينة، استُشهد 3 فلسطينيين إثر قصف إسرائيل تجمعين لمواطنين، فيما انتُشل جثمانان من المناطق الشرقية لخان يونس.
أما في وسط القطاع، فقد استُشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 50 آخرين بعدما استهدف جيش الاحتلال منتظري مساعدات بالرصاص الحي في شارع صلاح الدين، جنوب منطقة وادي غزة، وفي محور نتساريم.
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن عدد ضحايا مراكز توزيع المساعدات عبر الآلية الأمريكية-الإسرائيلية ارتفع إلى 600 شهيد و4278 مصاباً، منذ بدء العمل بها في 27 مايو/أيار الماضي.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً ومرفوضة من الأمم المتحدة.
وفي حي التفاح شرق مدينة غزة، أصيب 8 فلسطينيين جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة المشاهرة. كما تعرّض حيا التفاح والزيتون لقصف عنيف من طائرات حربية ومن المدفعية الإسرائيلية خلال الليلة الماضية.
إخلاء 4 أحياء في خان يونس
وأمس الثلاثاء أنذر جيش الاحتلال سكان 4 أحياء بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بـ"الإخلاء الفوري"، تمهيداً لقصفها بدعوى إطلاق صواريخ منها، وذلك في بيان للمتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي نشره عبر حسابه الرسمي على منصة إكس.
وصدر البيان في أعقاب تبني كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق صواريخ على مستوطنتي نير إسحاق ومفتاحيم الإسرائيليتين المحاذيتين لقطاع غزة، من منطقة "توجد فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية شمال مدينة خان يونس"، على حد قولها.
وأنذر أدرعي جميع الموجودين في منطقة خان يونس في أحياء الجلاء، ومدينة حمد، والنصر والقرارة 6 في بلوكات 36، و40 و89 بـ"إخلاء منازلهم فوراً".
وعادة ما تتبع إنذارات الإخلاء بلحظات قصف إسرائيلي يستهدف تلك المناطق، وفي معظم الأحيان يبدأ القصف قبل خروج الناس منها.
وكانت الأمم المتحدة أكدت أن 82% من مناطق غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية، مع تزايد محدودية أماكن الإيواء وفرص العيش للسكان، فيما حذرت منظمة الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي من تفاقم أزمة الجوع ونقص الإمدادات الضرورية، في ظل استمرار القصف وغياب المساعدات الإنسانية الكافية.
“نقص فرص العيش”
كما حذرت الأمم المتحدة في بيان من أن مزيداً من المرافق الحيوية في غزة قد تغلق قريباً، مما يفاقم مأساة المدنيين الذين يعيشون تحت ضغط النزوح والقصف المتواصل.
وقالت إن عديداً من العائلات التي فرت من المدارس التي تعرضت لقصف إسرائيلي في الفترة الأخيرة "عادت الآن إلى شمال قطاع غزة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى نقص فرص العيش البديلة ومحدودية أماكن الإيواء في أماكن أخرى".
وأشار البيان إلى تعرض 5 مبانٍ مدرسية تؤوي عائلات نازحة شمال قطاع غزة للقصف خلال الساعات الـ48 الماضية، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وفي السياق، نقل البيان عن متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قوله إن العمليات الإسرائيلية "تكثفت في غزة منذ إصدار أمر النزوح الأخير الأحد الماضي، حيث نزح ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال القطاع، وكذلك من الجزء الشرقي من محافظة غزة".
وحذر دوجاريك من "تضاؤل المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، مما يحرم سكان غزة بشكل متزايد من وسائل البقاء على قيد الحياة".
وشدد على أن الوضع الحالي في القطاع "يمثل إنذاراً يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين فتح جميع المعابر وتسهيل جميع العمليات الإنسانية، بما في ذلك تدفقات فعالة من الإمدادات الضرورية المنقذة للحياة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلفت نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.