وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 60 ألفاً و34 قتيلاً، و145 ألفاً و870 مصاباً، وذلك وفق التقرير الإحصائي اليومي للوزارة بشأن أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء الإبادة الإسرائيلية.
وقالت الوزارة: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 113 شهيداً، منهم حالة انتشال، و637 مصاباً، خلال الساعات الـ24 الماضية"، وأضافت: "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60 ألفاً و34 قتيلاً، و145 ألفاً و870 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023".
كما أوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار الماضي بلغت نحو "8 آلاف و867 شهيداً، و33 ألفاً و829 مصاباً".
وبشأن الضحايا من المجوعين الفلسطينيين، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي بلغت "ألفاً و179 شهيداً، وأكثر من 7 آلاف و957 مصاباً"، وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية "22 شهيداً وأكثر من 199 مصاباً"، من منتظري المساعدات.
مجازر جديدة
وفي أحدث الهجمات، قالت مصادر طبية إن 5 فلسطينيين استشهدوا وفُقد آخرون (غير محدد) في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الدحدوح في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأفادت المصادر طبية بارتفاع عدد الفلسطينيين من منتظري المساعدات والذين قتلتهم إسرائيل في محيط محور نتساريم وسط القطاع من 8 في وقت سابق، إلى 13، بعد استشهاد 5 أشخاص.
وقال شهود عيان إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف طالبي المساعدات في منطقة محور نتساريم بالرصاص والقنابل.
كما استشهد فلسطيني قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية شمال غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، وفق ذات المصادر.
وأفادت مصادر طبية أخرى باستشهاد 4 مدنيين وإصابة 30 آخرين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف تجمعات مواطنين في أثناء انتظارهم تسلُّم مواد غذائية، قرب مركز توزيع ما يُعرف بالمساعدات بالأمريكية في محيط محور نتساريم وسط قطاع غزة.
وفي وقت سابق من اليوم ذاته، أكدت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة في مخيم النصيرات وسط القطاع، بعد استهداف عدة منازل سكنية، ما أدى إلى استشهاد 30 شخصاً، بينهم 14 سيدة و12 طفلاً.
وقال شهود عيان إنّ الغارات استهدفت منازل تعود لعائلات نبهان وصيام وأبو عطايا في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات. وأوضح الشهود أنه جرى انتشال جثة تعود لجنين كان داخل رحم والدته، وقد تطاير من أحشائها بفعل شدة الانفجار.
وفي مدينة غزة، استشهد رجل وزوجته وأُصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي طال شقة سكنية في مبنى قرب دوّار حيدر غرب المدينة.
كما واصل جيش الاحتلال خلال ساعات الليل تنفيذ عمليات نسف لمنازل ومبانٍ سكنية في شرق مدينة غزة وخان يونس جنوب القطاع، في إطار سياسة التدمير الممنهج.
تحذيرات أممية من كارثة غذائية
من جانبه، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من خطر المجاعة المتسارع في القطاع، مؤكداً أن "الجوع ينتشر بسرعة" بين سكان غزة، الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية.
وقال البرنامج، في منشور عبر منصة إكس، إنّ هناك "حاجة ملحّة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية للوصول إلى كل المجوعين في أنحاء القطاع قبل فوات الأوان"، مضيفاً أنه يمتلك مخزوناً غذائياً يكفي جميع سكان القطاع لمدة ثلاثة أشهر.
وأشار البرنامج إلى أن إيصال هذه المساعدات مرهون بسماح إسرائيل بدخولها، مطالباً بتكثيف دخول شاحنات الغذاء عبر جميع المعابر، وفتح مزيد من المسارات داخل القطاع لتسهيل الحركة وتقليص التأخير في الوصول إلى المدنيين المحتاجين.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة وفيات المجاعة وسوء التغذية في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلاً.
وختم برنامج الأغذية العالمي بيانه بالتشديد على أن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيدة لإيصال المساعدات على نطاق واسع، وإنقاذ حياة مئات الآلاف من المدنيين".
ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ولا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات بعد إعلان إسرائيل والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقَي بلديهما للتشاور من الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ"عدم الرغبة" في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها "استكمال المفاوضات".
ومنذ بدء الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث أغلقت في 2 مارس/آذار الماضي جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.