ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يلتقي ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في روما، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وممثلاً قطرياً.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت مساء الثلاثاء، أن ويتكوف في طريقه إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات تهدف إلى فتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار.
وأضافت الصحيفة أن ويتكوف في حال إحراز تقدم سيصل إلى الدوحة لتوقيع اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
تجدر الإشارة إلى أن مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل تُجرى منذ السادس من يوليو/تموز في الدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي، وشهدت هذه المفاوضات دفعاً قوياً مع وصول ويتكوف المتوقع إلى المنطقة، إذ تنتظر الأطراف رداً من حماس بشأن ما وصفته الصحيفة بـ”التنازلات الإسرائيلية” الأخيرة.
وأبرزت الصحيفة أن نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول خطوط الانسحاب التي ستلتزمها إسرائيل، مع تضييق الفجوة إلى مئات الأمتار، مشيرة إلى استعداد إسرائيل للانسحاب إلى عمق يتراوح بين 1000 و1200 متر على طول مسار فيلادلفيا قرب الحدود مع مصر، في حين تطالب حماس بانسحاب إلى عمق 800 متر فقط.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة شملت عمليات قتل وتدمير وتهجير قسري، وسط إدانة دولية متكررة وقرارات محكمة العدل الدولية بوقف العمليات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس ستضغط لإطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، إذ يُعتقد أن الفارق بين الطرفين في مطالب تبادل الأسرى يتراوح بين 100 و150 معتقلاً، في حين تقدر إسرائيل وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يُحتجز في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، يعانون ظروفاً قاسية.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن القضية قابلة للحل، فقد أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء تقييماً للوضع مع فريقه التفاوضي في الدوحة.
وكان مصدر فلسطيني كشف السبت، أن حماس تسلمت من الوسطاء خرائط جديدة توضح مناطق السيطرة الإسرائيلية في غزة، وبدأت دراستها، فيما أعلنت حماس الاثنين استمرار مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق شامل يحقق وقف العدوان ورفع الحصار وضمان حياة كريمة لأهل غزة.
وعلى مدار أكثر من 21 شهراً، عُقدت عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر ودعم أمريكي، أسفرت عن اتفاقين جزئيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويناير/كانون الأول 2025، لكن نتنياهو امتنع عن استكمال الاتفاق الأخير واستأنف العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي.
وتؤكد حركة حماس استعدادها لإطلاق الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، فيما تشير المعارضة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يسعى لاتفاقات جزئية تسمح باستمرار الحرب، ما يضمن بقاءه في السلطة عبر تأمين دعم الجناح اليميني المتطرف في حكومته.
يذكر أن إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وساحات في سوريا ولبنان منذ عقود، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.