جاءت هذه الدعوة في كلمة وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، فارسين أغابكيان شاهين، خلال مشاركتها في الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي للبحر المتوسط، المخصص لبحث تطورات "ميثاق المتوسط" الذي يعتزم الاتحاد الأوروبي إطلاقه قبل نهاية العام الجاري، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأكدت الوزيرة الفلسطينية ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية المستدامة إلى قطاع غزة، مشددة على أهمية دعم مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وحذرت من انتهاك مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، معتبرة أن هذه الانتهاكات تقوّض النظام الدولي القائم على القواعد، وتهدد الاستقرارين الإقليمي والدولي. وأكدت أن ما يجري في غزة "يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية"، إذ يتعرض السكان المدنيون لهجمة عنيفة تهدف إلى "التطهير العرقي".
وأضافت شاهين أن المساعدات الإنسانية يجب ألا تُستخدم بوصفها أداة لتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، داعية إلى تعزيز الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان.
كما أشارت الوزيرة إلى تدهور الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، التي قالت إنها "مجزأة بأكثر من 900 حاجز عسكري"، إلى جانب تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة، لا سيما في المخيمات، وما خلفته من دمار واسع.
ولفتت شاهين إلى أن القدس ومقدساتها تتعرض لسياسات تهويد وضم متسارعة، تهدف إلى فصل المدينة عن محيطها الفلسطيني عبر إنشاء كتل استيطانية كبرى.
وفي ما يتعلق بالأوضاع المالية، اتهمت إسرائيل بمصادرة عائدات الضرائب الفلسطينية بشكل غير قانوني، وهو ما يعوق قدرة الحكومة الفلسطينية على تقديم الخدمات الأساسية. ودعت شاهين الاتحاد الأوروبي إلى استخدام نفوذه للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج الفوري عن هذه الأموال، التي تُعد ضرورية للحفاظ على الاستقرار.
يُذكر أن عائدات الضرائب، المعروفة باسم "أموال المقاصة"، تُجمع من إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية على البضائع المستوردة، لكن تل أبيب تواصل منذ سنوات اقتطاع مبالغ منها لأسباب متعددة، وقد بلغت قيمة الأموال المحتجزة حتى الآن نحو 2.45 مليار دولار.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 999 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 18 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، خلفت أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.