بين ترمب والاستخبارات.. خلاف أمريكي حول نتائج قصف منشآت إيران النووية
الهجمات على إيران
6 دقيقة قراءة
بين ترمب والاستخبارات.. خلاف أمريكي حول نتائج قصف منشآت إيران النوويةكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، في مؤتمر صحفي، الخميس، تفاصيل الضربة الجوية الواسعة التي استهدفت منشآت إيران النووية في إطار عملية "مطرقة منتصف الليل"، التي نفَّذتها 7 قاذفات B-2، مستخدمةً قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، تزن كل منها 30 ألف رطل.
ترمب بدوره وصف التقييم المسرّب بأنه غير حاسم وزائف، وأمر بعقد مؤتمر صحفي للدفاع عن "كرامة الطيارين الأمريكيين". / Reuters
26 يونيو 2025

وزير الدفاع بيت هيغسيث، دافع بقوة عن العملية، وهاجم تسريب تقرير استخباراتي أوَّلي لوكالة استخبارات الدفاع (DIA) وصف الضربة بأنها أخّرت برنامج إيران النووي "لأشهر فقط". هيغسيث وصف التسريب بـ"الخيانة"، واتهم الإعلام بمحاولة تقويض إنجاز الرئيس ترمب.

ترمب بدوره وصفَ التقييم المسرّب بأنه غير حاسم وزائف، وأمر بعقد مؤتمر صحفي للدفاع عن "كرامة الطيارين الأمريكيين".

رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، قال إن الضربة الجوية التي نُفّذت باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57 كانت نتيجة عمل بحثي وتخطيطي استمر 15 عاماً، خُصص منذ بدايته لمواجهة التهديدات التي يشكِّلها البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح أن تطوير هذه القنابل جرى بأعلى مستويات التقنية، مشيراً إلى أن العلماء العسكريين الذين شاركوا في المشروع كانوا من بين أكثر مستخدمي قدرات الحوسبة الفائقة في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة.

وأضاف كين أن سبع قاذفات شبح من طراز B-2 انطلقت من قاعدة "وايتمان" الجوية بولاية ميزوري لتنفيذ المهمة، وامتدت رحلتها إلى نحو 37 ساعة ذهاباً وإياباً، ولدى اقتراب الطائرات من منشأة "فوردو" النووية، بيّن كين أن القاذفات استهدفت فتحتَي تهوية إضافةً إلى فتحة عادم رئيسية، تقع كلها فوق مناطق حساسة في قلب المنشأة.

وبعد أن تبيّن للإيرانيين ضعف هذه النقطة، سعوا إلى تحصينها بأغطية خرسانية. لكن وفق كين، أعادت القيادة الأمريكية تخطيط الهجوم وأسقطت قنبلة مخصصة لإزالة هذه الأغطية أولًا، ما فتح الطريق أمام باقي القنابل لتسقط بدقة عبر الفتحات بسرعة تفوق 1000 قدم في الثانية.

وأكد كين أن القنابل صُمّمت لتنفجر في أعماق الأرض، بحيث تُطلق موجات انفجارية عالية الشدة قادرة على تدمير الأنفاق الداخلية والمعدات الحيوية الموجودة في صلب المنشأة النووية.

تقييم استخبارات الدفاع

والثلاثاء، أفادت شبكة CNN، نقلًا عن تقييم استخباراتي أمريكي أوَّلي اطّلعت عليه سبعة مصادر مطّلعة، أن الضربات التي نفَّذها الجيش الأمريكي الأسبوع الماضي على ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تُدمّر البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، ويُرجّح أنها أخّرته لبضعة أشهر فقط، في تناقض واضح مع تصريحات البيت الأبيض.

وتعد وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) الجهاز الاستخباراتي العسكري التابع للبنتاغون، وتتولى تقديم المعلومات والتحليلات الاستراتيجية لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة، وتشرف على تنسيق أنشطة الاستخبارات الدفاعية، وتعمل على دعم التخطيط العسكري وعمليات القوات الأمريكية حول العالم في أوقات السلم والأزمات والحرب.

وحسب الشبكة الإخبارية الأمريكية، فإن التقييم السرِّي أعدّته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، واستند إلى تحليل أضرار ميدانية أجرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) عقب تنفيذ الضربات الجوية.

ووفق ما نشرته CNN، نقلًا عن اثنين من الأشخاص المطلعين على التقييم، فإن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمّر، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي بقيت سليمة. وأشارت مصادر أخرى إلى أن المعلومات الاستخباراتية تُرجّح أن إيران نقلت المواد المخصبة من المواقع المستهدفة قبيل الضربات.

كما نقلت الشبكة عن أحد هؤلاء الأشخاص قوله إن التقييم الاستخباراتي يشير إلى أن الضربة الأمريكية لم تؤخِّر البرنامج الإيراني أكثر من عدة أشهر على الأكثر، وهو ما يُضعف السردية الرسمية التي تبنتها إدارة الرئيس ترمب.

من جهتها، أكدت شبكة CNN أن البيت الأبيض أقرّ بوجود التقييم لكنه أعرب عن رفضه مضامينه، دون أن يقدم تقييماً بديلاً موثقاً يعارض ما ورد في تقرير وكالة DIA.

وأكد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال، وجود التقرير الاستخباراتي، لكنه أوضح أنه لم يُعرض بعد على كبار قادة وزارة الدفاع، ولم يصل إلى مرحلة التداول الرسمي داخل البنتاغون. في المقابل، أفاد عدد من أعضاء الكونغرس للصحيفة، بمن فيهم رؤساء لجان مختصة، بأنهم اطَّلعوا على محتوى التقرير أو يملكون صلاحية الوصول إليه.

وذكرت الصحيفة أن شخصاً مطّلعاً على تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية المسرّب هذا الأسبوع، أوضح أن الوثيقة تنص في فقرتها الافتتاحية على أنها "تقييم أولي" استند إلى تقارير متاحة خلال أول 24 ساعة فقط بعد تنفيذ الضربة الجوية.

كما أشارت الوثيقة إلى أن التقييم لم يُنسّق بعد مع وكالات استخباراتية أخرى، وأن التوصل إلى تقدير نهائي لحجم الأضرار قد يستغرق أياماً أو حتى أسابيع، ريثما تُستكمل البيانات اللازمة.

في السياق نفسه، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول رفيع في وكالة استخبارات الدفاع قوله إن التقرير يعتمد على تحليل مبكر لأضرار المعركة، ووصفه بأنه "تقييم أوَّلي منخفض الثقة، وليس خلاصة نهائية".

وأشار المسؤول إلى أن مثل هذه التقييمات تُعد شائعة في المراحل الأولى عقب العمليات الكبرى، وتخضع لاحقاً لمراجعات دقيقة عند توفر مزيد من المعطيات

CİA على الخط

بدوره أصدر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، بياناً يدعم فيه تصريحات الرئيس ترمب حول فاعلية الضربات ضد البرنامج النووي الإيراني، من دون الخوض في تفاصيل دقيقة أو تقديم أدلة ملموسة.

وقال راتكليف في البيان: "تؤكد وكالة الاستخبارات المركزية أن لدينا مجموعة من المعلومات الموثوقة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لأضرار جسيمة نتيجة الضربات الأخيرة”.

وأضاف: "تشمل هذه المعلومات معطيات استخباراتية جديدة، مصدرها قناة موثوقة وذات سجل دقة تاريخي، تفيد بأن عدداً من المنشآت النووية الإيرانية الأساسية قد دُمّرت بالكامل، وأن إعادة بنائها ستتطلب سنوات من العمل".

ووفق تقرير وول ستريت جورنال، قال مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء استخبارات إن هناك صعوبات فعلية في تحديد ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ بقدرات نووية تتيح لها مواصلة تطوير برنامجها النووي العسكري. ويعود ذلك جزئياً إلى تعقيدات تتبع منشآت تحت الأرض وسرِّية عمليات إيران النووية.

وأشار التقرير إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية غالباً ما تُنتج تقارير أولية منخفضة الثقة تُتداول لاحقاً داخل مجتمع الاستخبارات الأوسع، حيث يحاول محللون من وكالات أخرى تأكيد أو نقض نتائجها باستخدام أدواتهم وبياناتهم المستقلة.

وحسب الصحيفة، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد تلعب دوراً في هذا السياق، من خلال فحص الاتصالات التي جرى اعتراضها لمسؤولين إيرانيين، بهدف التأكد مما إذا كانت هناك نقاشات داخلية بشأن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأخيرة.

البيت الأبيض يقيِّد المعلومات الاستخبارية 

وأفاد موقع Axios بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تخطط لتقييد مشاركة المعلومات الاستخباراتية المصنَّفة "سرية" مع الكونغرس، وذلك في أعقاب التسريب، وأكدت أربعة مصادر مطلعة للموقع أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فتح تحقيقاً لتحديد الجهة المسؤولة عن التسريب.

ووفق تقرير Axios، فقد أثار تسريب "تقييم أضرار المعركة" الذي أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) غضب ترمب وكبار المسؤولين في البنتاغون، الذين رأوا أن التقرير أوَّلي وغير مكتمل، وأن تسريبه جاء بهدف تقويض رواية الإدارة بأن المنشآت النووية الإيرانية "سُحقت بالكامل".

ونقل Axios عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: "نعلن الحرب على المسرّبين"، مضيفاً أن الاستخبارات الأمريكية بصدد تشديد إجراءاتها لمنع من وصفهم بـ"عناصر الدولة العميقة" من تسريب تقييمات استخباراتية مصنَّفة "ضعيفة الثقة" إلى وسائل الإعلام.

وأشار التقرير إلى أن البيت الأبيض يخطط لتقييد استخدام نظام CAPNET، وهو النظام المستخدم لمشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس. وذكر Axios أن تقييم وكالة DIA أُدرج على هذا النظام في وقت متأخر من مساء الاثنين، وفي اليوم التالي نشرت كل من شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز مقتطفات منه، ما أدى إلى اشتعال الجدل داخل واشنطن.

وأفاد Axios بأن التقرير المسرب أشار إلى أن الضربات لم تُعِق البرنامج النووي الإيراني إلا لبضعة أشهر فقط، وهو ما يتعارض مع تصريحات ترمب بأن الضربات "دمَّرت تماماً" منشآت التخصيب الإيرانية. يأتي ذلك في وقت كان فيه الديمقراطيون في الكونغرس غاضبين أساساً من تنفيذ العملية دون إحاطة مسبقة.

مصدر:TRT Arabi
اكتشف
غروسي: تعاون إيران مع الطاقة الذرية التزام قانوني وليس خياراً
الاحتلال يواصل مجازره بحق مجوّعي غزة.. ولازاريني: الأونروا تواجه أزمة وجود
إيران تعتقل 26 شخصاً في خوزستان بتهمة التعاون مع إسرائيل
زعيم إسرائيلي معارض يعلق على قتل المستوطنين ثلاثةَ فلسطينيين بالضفة: مجزرة يهودية عنيفة
مستوطنون يقتلون 3 فلسطينيين ويصيبون 16 واستشهاد طفل في جنين وسط استمرار عمليات الهدم في طولكرم
"القسام" تنشر مشاهد لكمين خان يونس.. والاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وتحقيقاته تكشف عن "خلل خطير"
الحرب في الشرق الأوسط تدفع بكين لإعادة إحياء مشروع "قوة سيبيريا 2" لنقل الغاز الروسي
قمة الناتو.. أردوغان يؤكد في لقائه بزعماء: أولويتنا التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة
عشرات الشهداء بمجازر إسرائيلية جديدة.. و”حكومة غزة”: الاحتلال يقنص المدنيين عند نقاط المساعدات
ترمب يدعي أن اتفاقاً بشأن غزة "بات وشيكاً جداً".. وحماس: الاتصالات بين الوسطاء تكثفت والاحتلال يتلكأ
زهران ممداني.. مسلم اشتراكي ومؤيد لفلسطين يقترب من منصب عمدة نيويورك
كتائب القسام وسرايا القدس تدمران آليات إسرائيلية بخان يونس.. وجيش الاحتلال يقر بمقتل 7 جنود
بعد تقرير الاستخبارات.. ترمب: برنامج إيران النووي عاد عقوداً إلى الوراء بعد تدميره بالكامل
وزيرا دفاع تركيا وهولندا يوقّعان إعلان نيات خلال قمة الناتو في لاهاي
الاحتلال يواصل عمليات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية ويهدم 623 منزلاً بالقدس منذ 7 أكتوبر
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us