وقال المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان: "صدّت الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة بمدينة الفاشر هجوماً جديداً لميليشيا الدعم السريع، اليوم الجمعة"، مضيفاً أنّ "قواته ألحقت بالعدوّ خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مع السيطرة الكاملة على كل المحاور داخل المدينة".
من جانبها، أفادت لجان مقاومة الفاشر الشعبية في بيان بأنّ "المدينة يسودها هدوء حذِر مع تراجع حدة الاشتباكات"، دون أن تتضح بعدُ الحصيلة النهائية للضحايا. ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع بشأن الهجوم أو بيان الجيش.
وتُعَدّ مدينة الفاشر مركزاً حيوياً للعمل الإنساني في إقليم دارفور، إلا أنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، واشتباكات متكررة، رغم محاولات دولية لإقرار هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات، دون أن تفلح بذلك.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024 تشهد الفاشر تصعيداً عسكرياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وسط تحذيرات دولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تُعَدّ مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
مزاعم “الأسلحة الكيميائية”
وفي شأن آخر، ذكرت وزارة الخارجية السودانية أنها تتعامل بجدية وشفافية مع مزاعم واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، مبينة أنها تعمل حالياً عبر قنوات الاتصال الفني مع الجانب الأمريكي.
وأفادت الوزارة في بيان بأنّ "السودان شارك في أعمال الدورة 109 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المنعقدة في لاهاي بهولندا، وقدم بياناً بشأن المزاعم الأمريكية باستخدام الأسلحة الكيميائية".
وفي 27 يونيو/حزيران دخلت عقوبات أمريكية جديدة على السودان حيّز التنفيذ، بعد اتهام وزارة الخارجية الأمريكية للحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيميائية في صراعها مع قوات الدعم السريع خلال عام 2024.
وتشمل هذه العقوبات قيوداً على الصادرات الأمريكية إلى السودان، إضافة إلى تقييد الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية.
وتابع بيان الخارجية: "ناقش المجلس ضمن جدول أعماله المزاعم الأمريكية الأخيرة بشأن استخدام أسلحة كيميائية في السودان، وذلك في ضوء طلبات الإيضاح التي تلقّتها المنظمة من عدد من الدول الأعضاء".
وأكد البيان أن حكومة السودان تتعامل بجدية وشفافية مع هذه المزاعم، وتوليها الاهتمام الذي يتسق مع مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وقد شرعت فعلياً في اتخاذ تدابير عملية للتعاطي معها.
وأشار إلى أن "التعامل الموضوعي مع مثل هذه المزاعم يتطلب الاطلاع على المعلومات التي بُنيت عليها، وهو ما تعمل عليه الحكومة السودانية حالياً عبر قنوات الاتصال الفني مع الجانب الأمريكي، الذي أبدى استعداده لتزويد السودان بالبيانات والتفاصيل الضرورية خلال الفترة القادمة".
ودعت الحكومة السودانية المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى "إتاحة الفرصة لهذا المسار لاستكمال أعماله بروح من التعاون البنّاء".
وشددت على التزامها الكامل أحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، واستعدادها التام للتعاون مع المنظمة وجميع الدول الأطراف، دعماً للجهود الدولية الرامية إلى منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتعزيز الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي 29 مايو/أيار الماضي أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان قراراً بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق بالمزاعم الأمريكية المتعلقة باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب مع قوات الدعم السريع.
وكانت الحكومة السودانية أعلنت في 23 مايو/أيار الماضي رفضها القاطع لـ"المزاعم الأمريكية غير المؤسسة" و"الباطلة" بشأن استخدام الجيش أسلحة كيميائية في الحرب المستمرة في البلاد.
جاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية نيتها فرض حزمة عقوبات جديدة على السودان، مدعيةً استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حرباً أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وتسببت في نزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدّر بحث أجرته جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.