وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أنه "في مشهد يتجاوز حدود الإنسانية ويتجرد من كل القيم والأعراف الدينية والدولية، أقدمت قوات الاحتلال فجر الخميس على ارتكاب جريمة مروعة، تمثلت في اقتحام واجتياح المقبرة التركية، الواقعة بمنطقة المواصي غرب محافظة خان يونس".
وأضافت أن "الاحتلال اقتحم المقبرة بالدبابات والجرافات، وجرف ونبش القبور وسرق جثامين الشهداء والموتى، في سلوك وحشي إجرامي لا يُقرّه دين ولا قانون".
وأشارت إلى أن "هذه الجريمة تزامنت مع تجريف وتدمير مخيمات النازحين المحيطة بالمقبرة، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات التي وجدت في تلك الخيام ملاذاً مؤقتاً من أهوال الحرب، ما يفاقم من المعاناة الإنسانية المتفاقمة في ظل الحرب العدوانية المتواصلة".
وأدانت بأشد العبارات هذه "الجريمة النكراء بحق المقابر، ونبش القبور، وسرقة جثامين الموتى والشهداء، وانتهاك حرمتهم، في سلوك عدواني فجّ"، معتبرة أنّ "هذه الجريمة تُمثل انتهاكاً صارخاً لحرمة الموتى، واعتداءً سافراً على قدسية المقابر وكرامة الإنسان بعد وفاته، وتكشف عن مدى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه الاحتلال، الذي لم يكتفِ بقتل الأحياء، بل لاحق الأموات في قبورهم".
وذكرت أنّ "ما قامت به قوات الاحتلال من تدنيس للمقابر، وازدراء لحرمة الموتى، يُعَدّ انتهاكاً لكل القيم السماوية والأعراف الدولية التي تجرّم المساس بحرمة الأموات حتى في أوقات الحروب".
وأفادت بأن الاحتلال دمَّر قرابة 40 مقبرة تدميراً كلياً وجزئياً من أصل 60 مقبرة في أنحاء قطاع غزة خلال حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على القطاع، ما يؤكد أن الاحتلال يتعمد استهداف المقابر والعبث بها تحت ذرائع وحجج واهية.
وطالبت المؤسسات القانونية والحقوقية الدولية والمجتمع الدولي بضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة النكراء، وتحمُّل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، والتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات المتكررة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الإنسان الفلسطيني حياً وميتاً، وحماية المقدسات والمقابر الإسلامية في فلسطين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً شاملة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط اتهامات دولية بتعمد استخدام سياسة التجويع والتدمير أدوات حرب.