وفي خطاب متلفز بثه عبر منصة "إكس" قبل لقائه المرتقب مع ترمب في البيت الأبيض، أشار نتنياهو إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين في كمين نفذته كتائب القسام بمدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وقال: "عازمون على استكمال أهداف الحرب في غزة، المتمثلة في تحرير المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، وضمان ألا تمثل غزة تهديداً لإسرائيل".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة بموازاة مفاوضات غير مباشرة تستضيفها قطر بين تل أبيب وحماس من أجل التوصل إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار.
وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلاً عن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن المفاوضات تجاوزت ثلاثاً من أصل أربع نقاط خلافية، ولم يبقَ سوى نقطة واحدة. وأعرب ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع يشمل هدنة لمدة 60 يوماً.
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وصل نتنياهو إلى البيت الأبيض للقاء ترمب في اجتماع هو الثاني بينهما خلال 24 ساعة.
وقال ترمب قبيل الاجتماع حول اللقاء مع نتنياهو: "سنتحدث تقريباً فقط عن غزة، علينا أن نحل هذه المشكلة"، وأضاف: "غزة مأساة.. هو (نتنياهو) يريد حلها، وأنا أريد حلها، وأعتقد أن الطرف الآخر (حماس) يريد حلها أيضاً"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ويزور نتنياهو واشنطن من الأحد إلى الخميس، وتعد زيارته الراهنة هي الثالثة خلال 6 أشهر، وتكتسب الزيارة أهمية لأنها تأتي بعد إعلان ترمب عن "اتفاق وشيك" بشأن غزة.
ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية، ووصفت ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية"، وأكدت "جاهزيتها بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.
ولم تتحدث المصادر الرسمية المعنية عن تفاصيل المقترح، لكن وسائل إعلام عبرية، بينها "هآرتس"، قالت إن أبرز بنوده تتضمن إطلاق حماس سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء (10)، إضافة إلى جثامين 18 محتجزاً على 5 مراحل خلال وقف لإطلاق النار يمتد 60 يوماً.
وحسب الصحيفة العبرية، يشمل المقترح الإفراج عن 8 محتجزين إسرائيليين أحياء في اليوم الأول لسريان الاتفاق، واثنين في اليوم الخمسين، كما يشمل تسليم 5 جثث لمحتجزين إسرائيليين في اليوم السابع، و5 جثث في اليوم الثلاثين، و8 جثث في اليوم الستين.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتسحب قواتها تدريجياً من مناطق متفق عليها داخل غزة، وهو بند قد يشكل نقطة خلاف لتل أبيب التي تطالب بنزع سلاح حماس، ونفي قادتها إلى الخارج.
وحسب المقترح، سيكون الرئيس الأمريكي ترمب ضامناً للمفاوضات لإنهاء الحرب، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقالت الصحيفة إنه يوجد خلاف واحد في المفاوضات لم يتم جسره بعد، يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، في وقت تصر تل أبيب على البقاء في محور موراج بين خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، بينما تطالب حماس بانسحاب كامل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 194 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.