ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع، لم تذكر اسمه، أنّه "جرى تجميد خطة لإنشاء مدينة إنسانية على أنقاض مدينة رفح لمئات الآلاف من الفلسطينيين، كخطوة أولى نحو إجلائهم الطوعي".
وتابع قائلاً: "لا يوجد قرار بالمضي قدماً في هذه الخطة، ولا توجد بدائل حالية"، مضيفاً أنّ "المستوى السياسي كان على يقين بأنّه يتجه إلى عقد صفقة أسرى تتضمن انسحاباً من جنوب قطاع غزة، لذلك يبدو أنهم تخلوا عن هذه المبادرة، وجرى تعليقها في الوقت الحالي".
وذكرت الصحيفة أنّه عوضاً عن ذلك وفي ظل تفاقم المجاعة في قطاع غزة، تقرر مضاعفة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية، وإدخال نحو 150 شاحنة يومياً إلى القطاع.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان جيش الاحتلال عن "تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية بمناطق محددة في قطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية"، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة والتجويع بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
ودخل الإعلان الإسرائيلي حيز التنفيذ صباح الأحد، وشمل مدينة دير البلح وسط القطاع، ومدينة غزة، والمنطقة الساحلية المعروفة باسم المواصي، ورغم ذلك فقد تواصلت عمليات القصف الإسرائيلية في مناطق واسعة من القطاع، وأبرزها بلدتا بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، والمناطق الشرقية للقطاع ومدينتا خان يونس ورفح.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025 جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 133 فلسطينياً، بينهم 87 طفلاً.
وخلفت الإبادة التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.