وأشارت القناة الـ12 العبرية إلى أنّ عشرات من آلاف الإسرائيليين تظاهروا في "ساحة المختطفين" وسط تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة فورية، تشمل الإفراج عن الأسرى كافة في غزة.
وشهدت المظاهرة مشاركة من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، وبينهم الأسير أفيتار ديفيد، والذي ظهر في الفيديو الأخير الذي عرضته كتائب القسام السبت، وظهر عليه ملامح الهزل الشديد وآثار المجاعة المتزايدة في القطاع. وألقت شقيقة الأسير الإسرائيلي ديفيد كلمة، أكدت حاجته للرعاية الصحية العاجلة.
وصباح السبت، خرجت مظاهرة أخرى بمشاركة مئات الإسرائيليين في تل أبيب، للمطالبة بصفقة لإعادة جميع الأسرى المحتجزين بقطاع غزة.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن المظاهرة التي دعت إليها هيئة عائلات الأسرى، جاءت "في أعقاب مقاطع فيديو نشرتها (حركتا) حماس والجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة، والتي يظهر فيها الأسيران أفيتار ديفيد، وروم بارسلافسكي، وهما في حالة نفسية وجسدية صعبة".
وتحدث الأسير الإسرائيلي ديفيد من داخل أحد أنفاق المقاومة الفلسطينية قائلاً: "أريد أن أقول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: أشعر بأنه جرى التخلي عني وعن باقي الأسرى هنا على الإطلاق".
وتابع: "ما أفعله الآن هو حفر قبري بيدي، وجسدي يضعف أكثر مع كل يوم يمر، ومن ناحيتي أنا في طريقي إلى الموت"، منوهاً إلى أن "هذا هو القبر الذي ربما سيوارى فيه"، في إشارة إلى النفق الذي ظهر فيه خلال المقطع.
ووجه رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي قال فيها: "أنتم فقط من يستطيع وقف ذلك، حتى أعود وأنام على سريري مع عائلتي في البيت".
وفي 6 يوليو/تموز الماضي، بدأت حركة حماس وإسرائيل جولة مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، لبحث التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي، لكن تل أبيب وحليفتها واشنطن أعلنتا قبل أيام سحب فريقَي بلديهما للتشاور.
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعةً واحدةً"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكنَّ نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي، جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، وشددت حصارها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.