افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الأربعاء، جزيرة "الديمقراطية والحريات" في إسطنبول، تزامناً مع الذكرى الستين لانقلاب 27 مايو/أيار 1960.
وكانت الجزيرة شهدت صدور حكم الإعدام، بحق رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه، بعد انقلاب عسكري عام 1960.
وشارك في مراسم الافتتاح كل من رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، ورئيس المحكمة الدستورية زهدي أرسلان، وأعضاء الحكومة، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، وقادة القوات المسلحة وعدد من النواب البرلمانيين.
وألقى الرئيس التركي كلمة في حفل افتتاح الجزيرة، قال فيها إن يوم انقلاب 27 مايو/أيار، "كان أحد أسوأ الأيام في تاريخ تركيا"، إذ تعرَّضت قيادات الدولة في حينه "لأسوأ التصرفات والانتهاكات غير الإنسانية".
وأضاف أردوغان أن محاكمة عدنان مندريس، الذي كان رئيس الوزراء حينها، كانت "غير شرعية"، وكانت "محاكمة لشعبنا وتاريخه ولأمتنا، وتلك خطوط سوداء لن تُمحى من جبين الذين أصدروا قرار الإعدام على مندريس وزملائه".
وتابع: "ما شهدته الجزيرة في الماضي (الحكم على مندريس بالإعدام) هو جريمة بحق القانون"، مؤكداً: "يجب أن تتغلب الإرادة الوطنية على كل شيء وتحت كل الظروف".
وأشار أردوغان إلى أن عدنان مندريس كان "يملأ الوطن بمشاريع تنموية تضاعف الدخل الوطني، والشعب التركي لن يسامح من انقلب عليه، والأساس خلف الانقلابات هي العدوانية للتاريخ التركي".
وقال الرئيس التركي إن رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس سيحافظ ورفاقه على مكانتهم الرفيعة في قلوب مواطنينا، ولفت إلى أن الجزيرة ستكون حاضنة لاجتماعات محلية عالمية مهمة.
بدوره، قال رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت باهتشلي إن "وجود من لا يزالون يعلقون آمالاً على الانقلابات يدل على إصابتهم بفيروس الخيانة الذي لا علاج له".
من "ياسّي أدا" إلى "الديمقراطية والحريات"
كانت مراسم إعادة افتتاح جزيرة "ياسّي أدا" قد انطلقت ظهر الأربعاء في بحر مرمرة، باسمها الجديد "جزيرة الديمقراطية والحريات"، وبدأت مراسم إعادة الافتتاح في مركز المؤتمرات بالجزيرة بحضور أردوغان ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي.
إضافة إلى رئيس المحكمة الدستورية زهدي أرسلان، وأعضاء الحكومة، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، وقادة القوات المسلحة، وعدد آخر من النواب البرلمانيين.
وكان أردوغان قد تجول قبيل الافتتاح برفقة باهتشلي في الجزيرة، بعد أن انتقلا إليها على متن قارب خاص.
وبدأ أردوغان والوفد المرافق له جولتهم في الجزيرة، بزيارة متحف "27 مايو/أيار"، وتابعوا بداخله فيلماً وثائقياً حول محاكمة مندريس وزملائه.
وعقب ذلك توجه أردوغان وباهتشلي والوفد المرافق إلى متحف "جزيرة الديمقراطية والحريات"، وزاروا بداخله منزلاً يشبه منزل عدنان مندريس في ولاية آيدن، وتلقوا معلومات عن الجهات المعنية بترميم الجزيرة وصيانتها.
واستهلت المراسم بعزف النشيد الوطني ثم عرض مقطع فيديو عن المشاريع التي أنجزت في الجزيرة ضمن مشروع إعادة الافتتاح.
وبدأت أعمال إعادة تنظيم الجزيرة في 14 مايو/أيار 2015، وتبلغ مساحتها 103 آلاف و750 متر مربع، وتقع بالقرب من إسطنبول، بعد أن أوعز أردوغان قبل 5 أعوام بترميم الجزيرة وصيانتها وتحويلها إلى جزيرة "الديمقراطية والحريات".
ونتيجة للجهود المبذولة تحولت الجزيرة إلى مركز للمؤتمرات ومتحف مفتوح سيستقبل الزوار من الآن فصاعداً.
تاريخ الجزيرة
شهدت جزيرة "ياسّي أدا" صدور حكم الإعدام بحق رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه بعد انقلاب عسكري عام 1960.
واستخدمت الجزيرة كمنفى منذ القرن الرابع للميلاد، وبنيت عليها كنيسة ودير في الماضي، وتناقل ملكيتها العديد من الأشخاص إلى أن اشترتها القوات البحرية التركية عام 1947.
وشهدت الجزيرة محاكمة أعضاء الحزب "الديمقراطي" بعد الانقلاب العسكري في 27 مايو/أيار 1960، وصدر حكم الإعدام بحق عدد منهم بينهم رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس وعدد من رفاقه، فيما نُفّذ الحكم عليهم في سبتمبر/أيلول 1961، في جزيرة إمرالي.
وفي عام 1993، نقلت كلية المنتجات المائية في جامعة إسطنبول معهدها إلى الجزيرة. وفي 1995، غادرت الكلية جزيرة "ياسّي أدا"، ومنذ ذلك الوقت والجزيرة مهجورة.