واتخذت السلطات في هذه البلدان عدة إجراءات وقائية، ودعت الناس إلى الاحتماء وحماية الفئات الضعيفة، وذلك في أول موجة حر شديدة هذا الصيف.
وشملت الإجراءات الوقائية، وضع مركبات إسعاف على أهبة الاستعداد قرب مواقع سياحية، تزامناً مع انطلاق تحذيرات من بعض المناطق بإمكانية اندلاع حرائق.
من جانبه، أشار نائب رئيس الجمعية الإيطالية لطب الطوارئ ماريو غارينو، إلى ارتفاع حالات التعرض لضربات الشمس، مبيناً أننا "شهدنا زيادة بنسبة تناهز 10%، لا سيما في المدن التي لا تشهد درجات حرارة مرتفعة فقط، بل أيضاً معدلات رطوبة أعلى من غيرها".
وتابع غارينو قائلاً: "يعاني معظم كبار السن ومرضى السرطان والمشردين خصوصاً الجفاف وضربات الشمس والإرهاق"، لافتاً إلى أن مستشفيات مثل أوسبيدال دي كولي في نابولي أنشأت مسارات مخصصة للمصابين بضربة شمس، لتسريع الوصول إلى العلاجات الضرورية كالغمر بالماء البارد.
وفي البندقية، قدمت السلطات جولات سياحية مجانية لمن تزيد أعمارهم على 75 عاماً في المتاحف والمباني العامة المكيفة، وأنشأت بولونيا سبعة "ملاجئ مناخية" مزودة بتكييف للهواء ومياه شرب.
من جهتها، دعت فلورنسا الأطباء إلى إصدار تحذيرات للأشخاص الوحيدين والأكثر ضعفاً، بينما وزّعت أنكونا أجهزة لإزالة الرطوبة للمحتاجين، وعرضت روما دخولاً مجانياً إلى أحواض السباحة في المدينة لمن تتجاوز أعمارهم 70 عاماً.
ويؤكد علماء أن تغير المناخ يُفاقم موجات الحرّ الشديدة، لا سيما في المدن، حيث تزداد درجات الحرارة جراء العدد الكبير من المباني.
وقالت إيمانويلا بيرفيتالي، الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث: "أصبحت موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر شدة في السنوات الأخيرة، وتبلغ ذروتها عند 37 درجة مئوية أو أكثر في المدن"، حيث تفاقم زحمة المباني ارتفاع درجات الحرارة.
وتابعت: "يتوقع أن تزداد الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، لذا سيتعين علينا التعود على درجات تصل ذروتها إلى مستويات أعلى من التي نشهدها حالياً".
وفي البرتغال، تخضع عدة مناطق في النصف الجنوبي من البلاد، بينها العاصمة لشبونة، لتحذير من الحر باللون الأحمر حتى ليل الاثنين بسبب "استمرار ارتفاع درجات الحرارة الشديد"، وفقاً للمعهد البرتغالي للبحار والغلاف الجوي.
ووُضع ثلثا البرتغال في حالة تأهب قصوى الأحد، تحسباً لارتفاع شديد في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات، وكذلك جزيرة صقلية الإيطالية، حيث كافحت عناصر الإطفاء 15 حريقاً يوم السبت الماضي.
وفي فرنسا، حذر خبراء من أن الحرارة تؤثر بشدة أيضاً في التنوع البيولوجي، وقال آلان بوغرين دوبورغ رئيس رابطة حماية الطيور: "مع هذا الحر الخانق، يمكن أن تتجاوز الحرارة 40 درجة في بعض الأعشاش"، منوهاً إلى أننا "نستقبل طيوراً تواجه صعوبات في كل مكان، ومراكز الرعاية السبعة التابعة لنا مكتظة".
وفي سياق متصل، أطلق معهد حماية البيئة والبحوث في إيطاليا حملة هذا الأسبوع تستهدف الصيادين والسياح لإبلاغهم بأربعة أنواع بحرية سامة "يحتمل أن تكون خطرة"، وهي سمكة الأسد، وسمكة الضفدع الفضية الخدين، وسمكة الأرنب الداكنة، وسمكة الأرنب الرخامية، التي بدأت تظهر في المياه قبالة سواحل جنوب إيطاليا مع ارتفاع الحرارة في البحر الأبيض المتوسط.