جاءت تصريحات ترمب خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي–الأمريكي، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك عقب قمة ثنائية جمعتهما، وتخللها توقيع اتفاقيات اقتصادية واستراتيجية بين البلدين.
وقال ترمب إن العقوبات كانت "وحشية ومعوقة وحان الوقت لسوريا لتنهض"، وأوضح أنه سيعمل على رفع العقوبات عن سوريا، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا، من دون تفاصيل أكثر.
والاثنين، قال ترمب في تصريح صحفي: "قد نخفف العقوبات عن سوريا، لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة، لذلك نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا مساعدتهم".
وتتطلع السلطات السورية إلى دعم دولي وإقليمي لمساعدتها في معالجة تداعيات 24 سنة من حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد (2000-2024)، ومنذ الإطاحة بالنظام، تطالب الإدارة السورية برفع العقوبات عن دمشق؛ لأنها "تمنع نهضة البلاد".
وفي أول تعليق رسمي على القرار، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: "نرحب بتصريحات الرئيس دونالد ترمب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها نظام الأسد"، وفق ما نقله لوكالة الأنباء السورية "سانا".
وفي سياق منفصل صرّح ترمب بأن الفلسطينيين في قطاع غزة "يستحقون مستقبلاً أفضل"، مشيراً إلى أن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي نفذتها حماس ضمن عملية “طوفان الأقصى”: "لم تكن لتقع لو كان رئيس الولايات المتحدة حينها شخصاً غير جو بايدن"، على حد تعبيره.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
“أريد أن أبرم اتفاقاً مع إيران”
وفي الشأن الإيراني، أكد الرئيس الأمريكي، أنه مستعد لإنهاء جميع الصراعات، حتى تلك التي تنطوي على "اختلافات عميقة"، مضيفاً: "أريد أن أبرم اتفاقاً مع إيران، لكنهم لن يمتلكوا سلاحاً نووياً أبداً"، مشدداً على أنه في حال رفضت طهران التوصل إلى اتفاق، "فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى درجات الضغط".
وتابع ترمب: "نريد لإيران أن تكون دولة ناجحة وآمنة، لكن عليها أن تختار مساراً مختلفاً يركز على التنمية بدل الإرهاب. هذه فرصتها الآن لإنهاء التعقيدات في المنطقة وبناء عالم أكثر استقراراً".
وتابع: "تركيز إيران على البناء بدلاً من الإرهاب يعطيهم مساراً جديداً وآملاً في إنهاء التعقيدات بالمنطقة لعالم أكثر استقراراً".، وأضاف أنه منع طهران من تسمية الخليج العربي باسم "الخليج الإيراني".
واعتبر أن "طهران تعاني في سوريا والعراق واليمن ولن تجد طريقاً إلى شبه الجزيرة العربية، ولن نسمي الخليج باسم خليج إيران".
والأحد، استضافت العاصمة العمانية مسقط جولة رابعة من المباحثات بين واشنطن وطهران، قال عنها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في حديث للتليفزيون الإيراني الرسمي، إنها كانت "أكثر جدية وصعوبة من سابقاتها".
واستؤنفت المحادثات بين طهران وواشنطن في 12 أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أرسل ترمب في مارس/آذار المنصرم، رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاه فيها إلى بدء مفاوضات نووية جديدة، وهدد ضمنياً باستخدام القوة.
بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما، أعلنت فيها واشنطن وطهران عن "تقدم ملموس".
وتُعد هذه الزيارة جزءاً من أول جولة خارجية لترمب في ولايته الثانية، التي بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، وتشمل السعودية وقطر والإمارات، وتستمر حتى 16 مايو/أيار الجاري.
وسبق أن زار ترمب، في ولايته الأولى السعودية، والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، مشاركاً في قمة بالرياض في عام 2017.