وأفاد الدفاع المدني ومصادر طبية باستشهاد 20 فلسطينياً وإصابة عدد كبير من المواطنين إثر استهداف مقاتلات إسرائيلية منزل "الحاج علي" المأهول بالنازحين في حي "أرض حلاوة" بمنطقة جباليا البلد، شمالي قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني إنه "لا يزال تحت الأنقاض أشخاص مفقودون يصعب انتشالهم لعدم توفر معدات الإنقاذ الثقيلة".
وخلال ساعات النهار والفجر، استُشهد 47 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، بغارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة.
واستهدفت الغارات شققاً وخياماً تؤوي نازحين وتجمعات مدنية، في تصعيد يفاقم حصيلة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 19 شهراً، وفق مصادر طبية وشهود عيان. حيث استُشهد 7 فلسطينيين وأُصيب آخرون بجروح في قصف طائرة مسيَّرة إسرائيلية بنايةً في شارع اليرموك وسط مدينة غزة.
وفي غارة أخرى، استُشهد فلسطيني من عائلة "الجليس" وزوجته الحامل وطفلاهما، جراء قصف إسرائيلي استهدف شارع النخيل في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
كما استُشهد 6 فلسطينيين بغارتين منفصلتين استهدفتا حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وخلال ساعات الصباح، استُشهد 10 فلسطينيين وأُصيب آخرون، بقصف استهدف نقطة للشرطة داخل سوق بلدة جباليا شمالي القطاع.
وفجراً، استُشهد 6 فلسطينيين بينهم امرأة و4 أطفال، بقصف منزل في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة.
وفي وسط قطاع غزة، استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون جرّاء قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعاً لمدنيين في شارع البركة في دير البلح.
كما استُشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلة وأُصيب عدد آخر بعد أن قصفت مسيرة إسرائيلية تجمعاً للأهالي أمام تكية خيرية قرب ترنس البابا ببلدة الزوايدة. فيما استُشهد 3 فلسطينيين آخرين في استهداف لخيمة تؤوي نازحين في منطقة السوارحة غربي مخيم النصيرات.
أما في جنوب القطاع، فاستُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون باستهداف طائرة إسرائيلية منزلاً لعائلة محفوظ، في منطقة قيزان النجار، جنوبي مدينة خان يونس.
كما استُشهد فلسطيني آخر برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدية الفخاري جنوب شرقي مدينة خان يونس.
وبالتوازي، استُشهدت طفلتان بقصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في منطقة العطار بمدينة خان يونس.
وفي خان يونس أيضاً، استُشهد فلسطينيان إثر استهداف منزل في منطقة قيزان النجار.
“أفظع المحارق”
من جانبها، اتهمت حركة حماس، اليوم الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقيادة واحدة من "أفظع المحارق" في العصر الحديث بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، باستخدام أحدث الأسلحة الغربية، وأمام أعين العالم.
ومساء الأربعاء، قال نتنياهو، خلال كلمة له في مراسم "إحياء ذكرى الهولوكوست" بمتحف "ياد فاشيم" في القدس، إن "إسرائيل لن تُقيّد يديها أمام الضغوط الدولية"، في إشارةٍ إلى حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وزعم أن "إسرائيل ليست دولة تقبل الإملاءات، ولن تمنعنا أي دولة من تصفية الحسابات مع حماس، وإذا اضطررنا إلى الوقوف وحدنا فسنفعل"، وفق ادعائه.
و"الهولوكوست" مصطلح استُخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها بغرض اضطهاد وتصفية اليهود وأقليات أخرى في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
ورأت حماس، في بيان، أن حديث نتنياهو عن "عدم تكرار المحرقة" يتناقض مع جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب منذ 19 شهراً في القطاع.
وقالت إن "نتنياهو الذي يتحدث عن عدم تكرار المحرقة، هو ذاته من يقود واحدة من أفظع المحارق في العصر الحديث بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، باستخدام أحدث الأسلحة الغربية، وأمام أعين العالم".
وشددت حماس على أن "هذه التصريحات تُعدُ تكريساً لنهج الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومته الفاشية ضد شعبنا، وتُظهر حجم الانفصال الأخلاقي الذي بلغه هذا الكيان، في محاولته تبرير جرائمه بذرائع واهية ومُضللة".
وقالت إن "غزة باتت أوشفيتز القرن الحادي والعشرين، حيث الرماد فلسطيني والفاعل صهيوني، والعالم يُشيح بنظره تحت ذرائع واهية".
ومعسكر أوشفيتز، مجمع يضم أكثر من 40 معسكر اعتقال وإبادة، أدارته ألمانيا النازية في الجزء المحتل من بولندا خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
ودعت حماس، الشعوب الحرة والمؤسسات الحقوقية إلى كسر الصمت، والتحرك لوقف الإبادة المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وبدعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.