جاء ذلك حسب بيانات صدرت عن السعودية وقطر ومصر والأردن والكويت ومجلس التعاون الخليجي وحركة حماس الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني، فضلاً عن إدانة سورية، بعد ساعات من مقتل 9 مدنيين وإصابة 23 جراء غارات إسرائيلية على محافظة درعا جنوبي البلاد.
ومساء الأربعاء، قتلت إسرائيل 9 مدنيين وأصابت 23 بقصف على محافظة درعا، كما شنت غارات جوية على أرياف مدن دمشق وحماة وحمص (وسط)، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وبزعم أنها تمثل "تهديداً أمنياً"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه "أغار على قدرات عسكرية بقيت في منطقة قاعدتي حماة وT4 (بحمص)، وبنى تحتية عسكرية بقيت بمنطقة دمشق".
من جانبها قالت الخارجية السورية في بيان، الخميس، إن القوات الإسرائيلية شنت مساء الأربعاء، غارات على 5 مناطق بأنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري.
وشددت على أن إسرائيل تقوّض جهود التعافي في سوريا بعد الحرب، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على تل أبيب لوقف عدوانها والتزام اتفاقية فصل القوات.
إدانات عربية واسعة
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها الشديدة واستنكارها للغارات الإسرائيلية، مؤكدة رفضها القاطع لمحاولات سلطات الاحتلال تهديد أمن واستقرار سوريا والمنطقة من خلال انتهاكاتها المتكررة للقوانين الدولية.
ودعت المملكة المجتمع الدولي، وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها "اعتداء صارخ على السيادة السورية وانتهاك للقانون الدولي"، محذرة من أن استمرار هذه الاعتداءات يهدد بتصعيد التوتر في المنطقة.
وأكدت قطر دعمها الكامل لوحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتطلعات شعبها نحو الأمن والاستقرار.
وصفت وزارة الخارجية الكويتية الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا بأنها "تصعيد خطير" من شأنه زيادة منسوب العنف والتوتر في المنطقة، داعية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته في محاسبة إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها المستمرة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية بشدة الاعتداءات، واعتبرتها تجسيداً واضحاً لما وصفته بـ"النهج التوسعي والعدواني" الذي تتبعه إسرائيل، مؤكدة أن هذه الأفعال تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والسيادة السورية. ودعت بغداد إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وضمان حق الشعوب في العيش بسلام وأمان.
أما وزارة الخارجية المصرية، فقد وصفت القصف الإسرائيلي بأنه "انتهاك فاضح للقانون الدولي وتعدٍّ سافر على السيادة السورية"، مشددة على ضرورة تحمّل الأطراف الدولية الفاعلة لمسؤولياتها، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، والتزام اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية الأردنية الغارات بأشد العبارات، واعتبرتها "خرقاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي سوريا". وجددت عمّان تأكيد تضامنها الكامل مع سوريا، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف هذه الاعتداءات غير المشروعة، والضغط على إسرائيل لالتزام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
أدان مجلس التعاون الخليجي الغارات بشدة، واعتبرها استمراراً لمحاولات إسرائيل تقويض الأمن الإقليمي والدولي، داعياً إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وفق بيان صدر عن الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي.
وأدانت حركة حماس الغارات، مشيدة بـ"الموقف البطولي لأهالي درعا" الذين تصدوا لتوغلات الاحتلال، مؤكدة أن ذلك يجسد "إرادة الشعوب الحرة في مقاومة الاحتلال ورفض الهيمنة".
بدوره، أدان حزب الله اللبناني العدوان الإسرائيلي، وعبّر عن تضامنه الكامل مع سوريا، واصفاً ما حدث بـ"الجرائم المستمرة"، داعياً إلى تحرك شعبي ودولي واسع لوقفها.
وقال الحزب في بيانه إن "استهداف سوريا بالغارات والتوغلات المتكررة يندرج ضمن مخطط لإضعاف الدولة السورية ومنعها من التعافي"، معتبراً أن الصمت الدولي والتواطؤ الأمريكي يفتحان الباب أمام مزيد من التصعيد والحروب في المنطقة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومنذ بدئه الإبادة بغزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 942 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفاً و700 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
تشنُّ تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاماً تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).