وترأست تركيا إلى جانب إيرلندا، اليوم الاثنين، مجموعة عمل بعنوان "الحفاظ على حل الدولتين"، أقيمت في إطار المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، المنعقد بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
وخلال مشاركته في رئاسة مجموعة العمل، رحّب يلماز بالتصريحات الفرنسية حيال الاعتراف بدولة فلسطين، وعبّر عن أمله في أن تحذو دول أخرى حذوها قريباً.
وأعرب نائب وزير الخارجية التركي عن رغبته في مشاركة الملاحظات البارزة في مجموعة العمل، وأشار إلى أنه لمس إرادة قوية للمساهمة في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود.
ولفت إلى أن البرامج الهادفة إلى تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية كانت مطروحة أيضاً على جدول الأعمال، وذكر أن المشاركين أجمعوا على أن "أكبر عقبة أمام دولة فلسطين هي الاحتلال المتواصل".
وأفاد يلماز بأنه جرى التأكيد خلال المحادثات على ضرورة أن تكون الأدوات قوية وفعالة بشكل متناسب، في الوقت الذي يتواصل فيه التهديد الإسرائيلي لضم الأراضي الفلسطينية.
"علينا التحرك بحزم"
وقال يلماز إنه في مجموعة العمل جرى اقتراح إنشاء آليات لضمان تطبيق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأضاف: "إلى جانب الوضع الإنساني المتردي في غزة، سُلِّط الضوء أيضاً على المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية ومصادرة الأراضي وهدم المنازل في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، كقضايا تتطلب تدخلاً عاجلاً".
وأوضح أن إسرائيل "بصفتها طرفاً داعماً للمستوطنات غير القانونية، قد تخضع لتدابير قسرية"، وشدد على وجوب "منع إجراءات إسرائيل الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، من دون تأخير"، مضيفاً: "لا يمكننا تصوّر دولة فلسطينية من دون شعب فلسطيني".
وحدّد يلماز الأولويات الرئيسية التي سلّطت عليها مجموعة العمل الضوء، قائلاً إنها: "تنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، ودعم التطور المؤسسي، ووقف التوسع الاستيطاني والتهجير القسري، وضمان المساءلة وسيادة القانون، وإشراك المجتمع المدني في العملية، وتوفير ضمانات أمنية لكلا الشعبين".
ولفت نائب وزير الخارجية التركي إلى أن الرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي واضحة، وتابع: "يجب علينا التحرك فوراً وبحزم لحماية رؤية حل الدولتين والدفاع عن المبادئ القانونية والإنسانية، وتطبيق آليات المساءلة من خلال تجاوز مجرد التعبير عن القلق".
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وقف إسرائيل للعدوان شرط لاستقرار سوريا
في شأن آخر، أكد نوح يلماز، أن خفض التوتر ووقف إسرائيل للأعمال العدوانية شرط لا بد منهما كي تتجه سوريا نحو المزيد من الاستقرار ونحو مرحلة أفضل.
وفي كلمة ألقاها، الاثنين، خلال مؤتمر بمجلس الأمن الدولي بعنوان "الوضع في الشرق الأوسط"، وتطرق فيه لآخر التطورات على الساحة السورية، وحول الأحداث الأخيرة بمحافظة السويداء جنوبي سوريا، شدد يلماز على ضرورة دعم جهود الحكومة السورية في تحقيق الهدوء هناك ومنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين.
وتابع: من المهم من الآن فصاعداً العمل على خفض التوتر وضمان وقف إسرائيل للأعمال العدوانية. وأشار إلى أن ما يحدث في السويداء بات يتحول إلى "وضع خطير بسبب الهجمات غير المبررة التي تشنها إسرائيل ضد الحكومة السورية وسلطتها".
وأضاف أن "ازدراء إسرائيل للقانون والنظام وسيادة الدولة بلغ بعداً جديداً" بعد هجماتها الأخيرة على محيط القصر الرئاسي ومبنى وزارة الدفاع بالعاصمة دمشق.
وفي سياق متصل، لفت المسؤول التركي إلى أن سوريا قطعت شوطاً كبيراً منذ إسقاط النظام أواخر العام الفائت، مبيناً أن العودة الطوعية للسوريين إلى وطنهم في وضع جيد. ومضى قائلاً: "الإدارة السورية (الجديدة) اتخذت خطوات ملموسة لاحتضان جميع مكونات المجتمع السوري على أساس المواطنة المتساوية".
إلى ذلك، حذر يلماز من أن بعض الجهات قد تكون "ميالة لاستخلاص دروس خاطئة" مما يجري في السويداء السورية، وشدد على ضرورة تجنب تشجيع أي طرف على استغلال بعض الثغرات من أجل دفع سوريا نحو الانقسام والتفكك.
وحول الموقف التركي من تطورات الساحة السورية، شدد يلماز على أن أنقرة تدعم منذ البداية جهود سوريا لتحقيق السلام وإعادة الإعمار. ودعا إلى "تضامن قوي مع الحكومة السورية والشعب السوري، من أجل طي صفحة سوريا القديمة التي اقترن اسمها بغياب الاستقرار، والإرهاب، وتصدير الهجرة الجماعية، ولكونها دولة مخدرات فاشلة، ودفنها إلى الأبد في سجل التاريخ".