وأكد متحدث الوزارة العقيد بحري زكي أق تورك، في إفادة صحفية قدمها بالعاصمة التركية أنقرة، أن الأخيرة أعربت عن دعمها لحكومة دمشق وعملت على تهدئة الأوضاع عبر مباحثات مكثفة شارك فيها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات الوطني إبراهيم قالن، الذين أبلغوا الرئيس رجب طيب أردوغان بشكل لحظي بآخر التطورات.
وجرت خلال هذه الفترة اتصالات مكثفة بين الاستخبارات التركية ومسؤولين في الولايات المتحدة وسوريا وإسرائيل، كما أجريت محادثات مع القادة الدروز في السويداء لتثبيت الاستقرار وإنهاء الاقتتال.
وأشادت الرئاسة السورية بالجهود التركية معتبرة إياها عاملاً حاسماً في تجنيب المنطقة مصيراً مجهولاً.
في سياق متصل، قال مصدر بوزارة الدفاع التركية، إن الجيش التركي مستمر في مكافحة الجماعات الإرهابية شمال سوريا للحفاظ على أمن الحدود، مؤكداً أن تركيا تدعم وحدة سوريا واستقرارها، وتتابع بحذر تطورات اندماج الحكومة السورية مع ما تسمى "قسد".
وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وتزعزع الأمن الإقليمي، داعياً إسرائيل إلى وقف هجماتها فوراً.
وأدانت تركيا الهجمات الجوية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على جنوب سوريا ووسطها ووصفتها بأنها تهدد فرص السلام والاستقرار، داعية المجتمع الدولي لدعم جهود إقامة السلام في المنطقة.
وأشارت تركيا إلى استمرار دعمها لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة ضرورة إنهاء معاناة المدنيين في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل من دون عوائق.
والاثنين، دخلت قوات من الجيش السوري السويداء لاستعادة الأمن وحماية الأهالي، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جماعات من المكونين الدرزي والبدوي في المحافظة، خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة إسرائيل بأي شكل، ورغم ذلك تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.