وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية: "نفّذت القوات المسلحة الأردنية، اليوم، 5 إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى غزة، بمشاركة دول شقيقة وصديقة" دون تسميتها.
وأضافت أن المساعدات "تزن 36 طناً وتأتي في إطار تعاون دولي موسَّع لتعزيز جهود الإغاثة في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع".
تأتي هذه الإنزالات في وقت ارتفعت فيه وفيات سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 169 فلسطينياً بينهم 93 طفلاً، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت.
وذكرت الوزارة في بيان أن مستشفيات القطاع سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد".
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومساء الجمعة، قال الجيش الأردني في بيان، إنه نفَّذ 7 إنزالات جوية على غزة شملت مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال، بوزن إجمالي بلغ نحو 57 طناً، بمشاركة طائرتين من سلاح الجو الملكي، وطائرة إماراتية، وطائرة إسبانية، واثنتين ألمانيتين، وأخرى فرنسية.
وتتواصل عمليات الإنزال الجوي للمساعدات منذ إعلان تل أبيب في 25 يوليو/تموز الماضي، سماحها بـ"إسقاط كميات محدودة من المساعدات" على غزة، وبدء ما سمته "تعليقاً تكتيكياً محلياً للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة في القطاع للسماح بمرور المساعدات.
وواجهت فكرة الإنزال الجوي للمساعدات في غزة انتقادات حادة من جهات ومنظمات دولية، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي أكدت أن تلك الإنزالات "لن تُنهي" المجاعة المتفاقمة، وعدَّتها "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية" في القطاع.
نقطة في بحر الاحتياج
في سياق متصل، أفاد مصدر طبي بأن المساعدات الطبية التي وصلت إلى قطاع غزة على مدار يومين عبر منظمة الصحة العالمية "نقطة في بحر الاحتياج" الطبي العام.
ودخل إلى قطاع غزة، الجمعة والسبت، مساعدات طبية بتمويل إماراتي، وسط بحر من الاحتياجات جراء الحصار الإسرائيلي.
يأتي ذلك في ظل العجز المتفاقم في الإمدادات الدوائية والمستلزمات الطبية في القطاع نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لأكثر من 21 شهراً والمتزامنة مع تشديد إغلاق المعابر.
وقال مصدر طبي في غزة، للأناضول، إن قافلة طبية مكونة من 19 شاحنة أدوية ومستلزمات طبية، دخلت القطاع على مدار يومي الجمعة والسبت، عبر منظمة الصحة العالمية، مضيفاً أنّ الإمارات موَّلت هذه القافلة في إطار عملية "الفارس الشهم 3".
وعملية "الفارس الشهم 3" هي حملة إنسانية انطلقت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بتوجيه من الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، بهدف إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً في غزة.
وأفاد المصدر الطبي ذاته بأن محتويات القافلة من المساعدات وصلت إلى مخازن وزارة الصحة، لافتاً إلى أنه سيجري توزيعها على المستشفيات العاملة في القطاع في وقت لاحق.
وجدد تأكيد الوزارة أن هذه القافلة تعد "نقطة في بحر الاحتياج" الطبي العام في القطاع، الذي يشهد انهياراً جرّاء استمرار الإبادة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة في غزة إنه من المقرر دخول شاحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية إلى مستشفيات القطاع، عبر منظمة الصحة العالمية.
وأضافت الوزارة في بيان: "الأصناف المتوقَّع وصولها على درجة كبيرة من الأهمية والاحتياج العاجل لاستمرار تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى وإنقاذ الحياة"، دون تقديم تفاصيل أخرى.
والثلاثاء الماضي، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة إكس، ضرورة إدخال الغذاء والدواء إلى غزة؛ لوقف الوفيات الناجمة عن المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات حقوقية وصحية من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، خصوصاً المرضى والجرحى، جرَّاء العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما أنذرت وزارة الصحة في غزة عبر بيانات سابقة، من أن استمرار هذا العجز "يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرِّض حياة آلاف المرضى، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق".
وإلى جانب العجز الدوائي، فإن القطاع الصحي في غزة يواجه نقصاً مستمراً في الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 16 مستشفى تعمل جزئياً، بينها 5 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة في غزة.
كما تعمل في القطاع 8 مستشفيات ميدانية تقدّم خدمات طارئة على وقع الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة الجماعية في غزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.