في المقابل، قال مصدر سياسي إسرائيلي، إنّ تل أبيب قدّمت "وثيقة جديدة للوسطاء في محاولة لتحريك مفاوضات صفقة الأسرى المحتملة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة"، الذي يشهد حرب إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت حماس في بيان: "تؤكد الحركة جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات مجدداً حال وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة".
وشددت على أن "استمرار المفاوضات في ظل التجويع في قطاع غزة يفقدها مضمونها وجدواها، لا سيما بعدما انسحب الاحتلال الصهيوني المجرم من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرر، في الوقت الذي كنا فيه على وشك التوصّل إلى اتفاق".
ودعت حماس، المجتمع الدولي "وجميع الجهات ذات الصلة إلى التحرك الفوري لوقف هذه المجزرة الجماعية التي يرتكبها العدو في غزة، وإيصال المواد الغذائية فوراً إلى شعبنا في جميع مناطق القطاع دون قيد أو شرط، وضمان حمايتها".
ونقلت قناة "كان" العبرية التابعة لهيئة البث الرسمية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إن تل أبيب "قدمت وثيقة جديدة للوسطاء في محاولة لتحريك مفاوضات صفقة الأسرى، رغم موقف حماس الرافض للعودة إلى طاولة التفاوض ما دام التجويع مستمراً في غزة".
وذكرت "كان" أن إسرائيل وجّهت تهديداً إلى حماس عبر الوسطاء، مفاده أنه "في حال لم ترد على مقترح الصفقة الإسرائيلي الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة، ستضم إسرائيل الحزام الأمني الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة".
ولم تذكر القناة مزيداً من التفاصيل بخصوص ما وصفته بـ"الوثيقة الجديدة"، كما لم تصدر أي إفادة فورية من الوسطاء حول تسلمهم وثائق جديدة من إسرائيل.
وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤول إسرائيلي، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش خلال لقائه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حالياً، إمكانية الانتقال من "صفقة جزئية وتدريجية إلى صفقة شاملة بشأن غزة".
وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر، جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومراراً، تؤكد حماس انخراطها الجاد في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على قطاع غزة، كما أعلنت استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
غير أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تزال تضع العراقيل أمام الوصول إلى أي اتفاق، استجابة لضغوط الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه الحاكم، والذي يرفض إنهاء الحرب ويدفع باتجاه إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.