وقال المكتب، في بيان رسمي: "في ضوء رد حماس هذا الصباح، تقررت عودة فريق التفاوض إلى إسرائيل لمواصلة المشاورات"، مضيفاً: "نُقدّر جهود الوسيطين، قطر ومصر، وكذلك جهود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، لتحقيق اختراق في المحادثات".
وعقب البيان، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول حكومي لم تُسمّه قوله إن "عودة الوفد لا تعني انهيار المفاوضات"، مؤكداً أن "الخطوة منسَّقة مع جميع الأطراف، والزخم لا يزال إيجابياً"، في إشارةٍ إلى استمرار المحادثات غير المباشرة التي تُعقد منذ السادس من يوليو/تموز الجاري بوساطة قطرية ومصرية، وبدعمٍ أمريكي.
وفي وقت سابق من فجر الخميس، أعلنت حركة حماس أنها سلَّمت ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء، دون الكشف عن تفاصيله. وأكد مكتب نتنياهو بدوره تسلم الرد، مشيراً إلى أن "المضمون قيد الدراسة".
وفي حين لم يعلن أيٌّ من الأطراف الرسمية فحوى الرد، نقلت القناة 12 العبرية أن حماس طالبت بالإفراج عن 200 أسير فلسطيني يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين، مقابل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، بالإضافة إلى 2000 معتقل آخر من بين من جرى اعتقالهم في غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كان المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل سابقاً ينص على إطلاق سراح 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، إضافةً إلى 1200 معتقل جرى احتجازهم خلال العمليات العسكرية الجارية.
وتقدِّر تل أبيب وجود 50 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ومرارا أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يرغب في صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، بما يضمن استمراره في السلطة، عبر الاستجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفاً في حكومته.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.