وعبّر القيادي في حماس عزت الرشق في بيان، عن استغراب الحركة من تلك التصريحات، مشيراً إلى أن ترمب وويتكوف أطلقا تصريحاتهما في وقت كانت الأطراف الوسيطة، خصوصاً قطر ومصر، "تعبر عن ارتياحها وتقديرها لموقف حماس الجاد والبنّاء".
وأكد الرشق أن التصريحات الأمريكية "تتغاضى عن المُعرقل الحقيقي لجميع الاتفاقات، المتمثل في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تضع العراقيل وتتهرب من الالتزامات".
وشدد على أن حركة حماس تعاملت منذ بداية المفاوضات "بكل مسؤولية وطنية ومرونة عالية، وحرصت على التوصل إلى اتفاق شامل يوقف العدوان ويخفف معاناة أهل غزة".
وأوضح أن الحركة ردت على مقترح وقف إطلاق النار "بعد مشاورات وطنية موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة"، مشيراً إلى أن حماس تعاملت بإيجابية مع الملاحظات ضمن إطار وثيقة ويتكوف، "مع تأكيدنا فقط ضرورة وضوح البنود، خصوصاً في ما يتعلق بالشق الإنساني وضمان تدفق المساعدات عبر الأمم المتحدة دون تدخل الاحتلال".
كذلك حرصت الحركة على "تقليل عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها الاحتلال خلال 60 يوماً، وتجنب المناطق كثيفة السكان لضمان عودة الأهالي إلى منازلهم"، وفق الرشق.
ودعا الرشق الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن "تبرئة الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي والعسكري له لمواصلة حرب الإبادة والتجويع بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة"، مطالباً بممارسة دور حقيقي في الضغط على حكومة الاحتلال للانخراط الجدي في التوصل إلى اتفاق يُنهي العدوان ويحقق صفقة تبادل أسرى.
وفي ختام بيانه، نفى القيادي في حماس الاتهامات الأمريكية بشأن مزاعم سرقة الحركة للمساعدات، مؤكداً أنها "باطلة ولا أساس لها".
والجمعة، غداة انسحاب وفدي الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة، ادعى ترمب أن حماس "لم تكن ترغب حقاً في التوصل إلى صفقة"، فيما زعم ويتكوف مساء الخميس، أن رد الحركة الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة يُظهر "عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت حماس أكثر من مرة استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.
ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.