ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن المصدر، الذي لم تُكشف هويته، أن الوفد الإسرائيلي غادر العاصمة القطرية الدوحة بعد تسلمه رد "حماس"، على أن تُستأنف المفاوضات عقب الانتهاء من دراسة الموقف، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويأتي هذا التطور بعد حالة من الغموض خيمت على مصير المفاوضات، عقب إعلان كل من تل أبيب والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سحب وفدي بلديهما من الدوحة "للتشاور".
وأعربت حركة حماس، في بيان الخميس، عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، رغم ما وصفته بموقفها "الإيجابي والبنّاء" في ردها الذي سلمته فجر اليوم نفسه، وقوبل بترحيب من الوسطاء، وأكدت حرصها على استكمال المفاوضات.
وجاء ذلك البيان رداً على تصريحات لويتكوف أعلن فيها إعادة وفد بلاده من الدوحة، وزعم "عدم رغبة" حماس بالتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، وأنها "لا تتصرف بحسن نية" رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الوسطاء.
وقال ويتكوف: "سننظر الآن في خيارات بديلة لإعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليون في غزة) إلى الوطن، ومحاولة توفير بيئة أكثر استقراراً لسكان القطاع".
وجاء ذلك فور إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضاً سحب وفد تل أبيب من الدوحة للتشاور في خطوة ادعى عقبها أن حكومته تعمل على إنجاز صفقة جديدة لاستعادة الأسرى، وهو ما عدّه مراقبون بمنزلة "مرواغة" جديدة فيما يتعلق بملف المفاوضات مع حماس.
ومنذ 6 يوليو/تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتقدر تل أبيب وجود 50 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.