وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن المستشفيات تغرق في بحر الإصابات، وأعداد المرضى تفوق القدرة الاستيعابية، موضحةً أن "نسبة إشغال الأسرّة في مستشفى الشفاء بلغت 240%، وفي مستشفى الرنتيسي 210%، وفي مستشفى ناصر 180%، أما في المستشفى الأهلي العربي فقد بلغت 300%".
وتابعت: "المستشفيات تلجأ إلى فرش الممرات والأرضيات لاستيعاب الزيادة في أعداد المرضى والمصابين"، مجددةً نداءها العاجل للمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والإنسانية لتوفير الدعم الفوري والفعّال لمساندة القطاع الصحي في غزة.
في غضون ذلك، أفادت الوزارة بارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 60 ألفاً و430 شهيداً، و148 ألفاً و722 مصاباً.
ولفتت إلى أنه "وصل إلى مستشفيات غزة 98 شهيداً و1079 إصابة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مضيفةً أنّ "حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف الاحتلال الإبادة في 18 مارس/آذار الماضي، بلغت 9 آلاف و246 شهيداً، و36 ألفاً و681 إصابة".
وبشأن المجوَّعين الفلسطينيين، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات بلغت "ألفاً و422 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف إصابة" منذ 27 مايو/أيار الماضي، منوهةً إلى أنّ مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "39 شهيداً وأكثر من 849 إصابة"، من منتظري المساعدات.
وبوتيرة يومية، يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفّين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وفي أحدث هذه الجرائم، قتل جيش الاحتلال 8 فلسطينيين وأصاب آخرين، بإطلاق نار استهدف تجمعاً لمنتظري مساعدات شمالي قطاع غزة، وفق مصدر طبي.
واستُشهد 27 فلسطينياً بينهم عائلة كاملة وأُصيب آخرون، السبت، في هجمات إسرائيلية طالت مناطق مختلفة من قطاع غزة، في إطار الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهراً.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل وخيام نزوح وتجمعات لمدنيين في مدينة غزة وجنوب ووسط القطاع، وفق ما أوردت مصادر طبية وشهود عيان.
وفي هجمات إسرائيلية جديدة، استُشهد 3 فلسطينيين وأُصيب 10 آخرون في قصف إسرائيلي استهدف عناصر تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية، في منطقتي التوام والخزندار، شمال غربي قطاع غزة. واستُشهد 3 فلسطينيين آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
كما استُشهد 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات الإنسانية جراء إطلاق نار إسرائيلي قرب مركز التوزيع في محيط محور نتساريم وسط القطاع، وسيدة في قصف إسرائيلي على حي الأمل شمال غربي خان يونس جنوب القطاع.
وقبل ذلك، استُشهد 17 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية متفرقة على القطاع.
وعلى صعيد المجاعة، رأى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن المجاعة في قطاع غزة نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمَّدة لاستبدال ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية، ذات الدوافع السياسية" بمنظومة الأمم المتحدة.
جاء ذلك في منشور على حساب لازاريني عبر منصة إكس، السبت، علَّق من خلاله على التجويع الإسرائيلي لغزة. وقال المسؤول الأممي إنّ الوضع تفاقم بعد منع “أونروا” من إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ 5 أشهر.
وشدد على أن "تهميش (أونروا) وإضعافها لا علاقة له بمزاعم تحويل مساعدات غزة إلى جماعات مسلحة"، بل هو إجراء متعمَّد للضغط الجماعي ومعاقبة الفلسطينيين لمجرد عيشهم في القطاع، مؤكداً أن "المجاعة التي صنعها الإنسان في غزة هي نتيجة محاولات متعمَّدة لاستبدال ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية، ذات الدوافع السياسية، بمنظومة الأمم المتحدة".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة أممياً.
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيداً لإعادة احتلال غزة.
وحمَّل لازاريني "مؤسسة غزة الإنسانية ذات الدوافع السياسية" مسؤولية نحو 1400 حالة وفاة جوعاً بين الفلسطينيين في غزة.
وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة الضحايا المجوعين من منتظري المساعدات بلغت "ألفاً و422 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف إصابة" منذ 27 مايو/أيار الماضي.
واختتم المفوض العام لوكالة “أونروا” بالقول: "لا وقت لإضاعته بعد الآن، يجب اتخاذ قرار سياسي بفتح معابر غزة دون قيد أو شرط".
ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بالتوازي، جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، وشددت حصارها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.