وفي بيان صدر الجمعة، وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" خطة توزيع المساعدات التي تنفذها "مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "قاتلة"، مشيرةً إلى أنها أودت بحياة أكثر من 500 فلسطيني وأصابت نحو 4000 آخرين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء، ووصفتها بأنها "إبادة جماعية تحت ستار المساعدات الإنسانية".
وقالت المنظمة إن الخطة، التي بدأ تنفيذها منذ 27 مايو/أيار، تُجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت جوعاً والمخاطرة بحياتهم في مناطق توزيع خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حيث يتعرضون لإطلاق النار عند محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وقال منسق المنظمة للطوارئ في غزة، أيتور زابالغوغياسكوا، إن الفلسطينيين في غزة يوجَّهون إلى 4 نقاط توزيع في مناطق خاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية. وأضاف: "يترك عمال مؤسسة غزة الإنسانية صناديق الطعام ويفتحون السياج، مما يسمح لآلاف الأشخاص بالدخول دفعة واحدة والقتال حتى آخر حبة أرز".
وأردف: "إذا تقدم الناس مبكراً واقتربوا من نقاط التفتيش، يُطلَق عليهم النار. وإذا وصلوا في الوقت المحدد، وحدث تدفق وقفزوا فوق السياج، يُطلَق عليهم النار".
ودعت "أطباء بلا حدود" إلى إنهاء هذه الخطة فوراً، ورفع الحصار الإسرائيلي عن الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية، والعودة إلى آلية المساعدات السابقة التي كانت تُدار بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، بحيث تجبر الفلسطينيين المجوعين على المفاضلة بين الموت جوعاً أو برصاص الجيش الإسرائيلي.
من جهتها، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) برفع الحصار الإسرائيلي بشكل فوري لضمان استمرار عملياتها الإغاثية، محذّرةً من أن استمرار الإغلاق يهدد قدرتها على تقديم الخدمات الحيوية لملايين الفلسطينيين.
وأكدت "أونروا" أنها لم تتوقف عن العمل منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 رغم القصف والنزوح، لكنها تواجه صعوبات متزايدة وسط تدهور الأوضاع، خصوصاً مع نفاد حليب الأطفال وانهيار النظام الصحي في غزة.
وذكرت الوكالة أن سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي أدخلت القطاع في مرحلة مجاعة حقيقية، أسفرت عن وفاة المئات، بينهم أطفال رضع وكبار في السن.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وفي 19 يونيو/حزيران الجاري، حذَّر مستشفيان في غزة من "كارثة صحية" وشيكة تهدد حياة الرضَّع، جراء نفاد حليب الأطفال وسط استمرار الحصار والحرب.
ويعاني النظام الصحي في غزة من انهيار كامل جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية المتبقية والعاملة في القطاع ومنع دخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكيٍّ إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.