وأوضح المكتب في بيان، أن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف آلاف المدنيين الجائعين في منطقة السودانية شمالي غزة، في أثناء توجُّههم لتسلُّم مساعدات إنسانية وصلت عبر شاحنات من معبر زكيم"، مشيراً إلى أنه أطلق النار عليهم مباشرة، وسط ظروف مجاعة كارثية يفرضها الاحتلال على سكان القطاع منذ أشهر.
وأضاف أن "112 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة الأربعاء، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة، نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرّسها الاحتلال بشكل ممنهج، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع، التي تهدف إلى إفشال عمليات توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها".
وأكد البيان أن "هذه المجزرة، وما سبقها من جرائم مماثلة، تؤكد أن الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح حرب، ويستهدف بدم بارد المدنيين الباحثين عن لقمة عيش، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية".
وأدان المكتب "السياسات الدموية التي تنتهجها قوات الاحتلال"، محمّلاً تل أبيب والدول الداعمة لها "المسؤولية الكاملة عن الجرائم المتواصلة بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.1 مليون طفل محروم من الغذاء وحليب الأطفال".
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات العدالة الدولية بـ"التحرك العاجل لفتح المعابر فوراً، وكسر الحصار وتأمين دخول المساعدات الإنسانية بما في ذلك حليب الأطفال، بطريقة آمنة ومنظمة، تحت إشراف أممي كامل، ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم المتصاعدة".
وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة من المساعدات والوقود لتلبية الاحتياجات الأساسية، مؤكداً أن هذه المتطلبات "لا تزال بعيدة عن التحقق في ظل الحصار الخانق والقصف المتواصل".
كانت مصادر طبية في مستشفيات القطاع أفادت بأن إجمالي عدد الشهداء منذ فجر الأربعاء ارتفع إلى 86، بينهم 71 من طالبي المساعدات، في وقت تتفاقم فيه المجاعة وتواصل حصد مزيد من الأرواح.
ورغم إعلان جيش الاحتلال عن "هدنة إنسانية" في ثلاث مناطق مكتظة بالسكان، شنّت قواته قصفاً جوّيّاً ومدفعيّاً على مواقع عدة في أنحاء متفرقة من غزة، فيما تشتدّ المجاعة بما يزيد تعقيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع المحاصَر.
وبحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الأربعاء نحو 154 فلسطينياً، بينهم 89 طفلاً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفَت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.