وذكرت منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، في بيان، أن "مجموعات من المستوطنين بدأوا، صباح اليوم، بالوجود بشكل دائم في منطقة المنطار القريبة من قرية كردلة في الأغوار الشمالية، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة".
والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة من الحكومة.
وحسب المنظمة "نصب المستوطنون عدة كرافانات (منازل متنقلة) وشرعوا بتسييج مساحات من الأراضي الزراعية المحيطة، في ظل حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي في سياق "تصعيد ممنهج لعمليات الاستيطان والتهويد في الأغوار، بخاصة مع تزايد الانتهاكات بحق السكان الفلسطينيين، ومصادرة أراضيهم، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية والرعوية"، حسب البيان ذاته.
ويأتي ذلك بينما تتصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، إذ يشنون اعتداءات بحق المواطنين والمنازل والممتلكات، ويشيدون بؤر استيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين.
وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، حاول مستوطنون إقامة 15 بؤرة استيطانية خلال مايو/أيار الماضي "غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي".
وخلال مايو/أيار، وثقت الهيئة تنفيذ المستوطنين 415 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تراوحت بين هجمات مسلحة، وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار واغلاقات قسرية.
ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية.
المطالبة بإجراءات دولية
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأحد، بإجراءات دولية رادعة لوقف الجرائم المتصاعدة للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة.
وفي بيان لها، دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته التي يفرضها القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، لوقف جرائم المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة".
وطالبت الوزارة باتخاذ "ما يلزم من الإجراءات الرادعة لضمان وضع حد لهجمات عصابات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية، ضد أبناء شعبنا وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم".
وأضافت أن "طبيعة هجمات المستوطنين الجماعية الأخيرة على البلدات والقرى الفلسطينية، تعكس تقاسم أدوار واضح بين ميليشيات المستوطنين المسلحة والمنظمة وجيش الاحتلال، لممارسة أبشع أشكال القمع والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين".
الحدود مع الأردن
وفي سياق منصل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه أنهى تشكيل "الفرقة 96" ونشرها على الحدود الشرقية مع الأردن.
وأوضح الجيش في بيان، أنه مع بدء الحرب مع إيران (13 إلى 24 يونيو/حزيران الجاري) جرى إتمام تشكيل الفرقة 96، "بهدف تعزيز ومضاعفة عدد القوات المنتشرة على الحدود الشرقية في مختلف مهام الحماية".
وأشار إلى أن الفرقة أجرت الخميس الماضي تمريناً "على سيناريوهات طوارئ وتقديم استجابة سريعة للأحداث الطارئة، مع رفع جاهزية الفرقة للقتال".
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "أحد الجهود الرئيسية لقيادة المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال الإسرائيلي هو عزل ساحة الضفة الغربية ومنع" ما ادعت أنه "دخول الأسلحة والمسلحين من الحدود الشرقية بتمويل ودعم من إيران".
ويبلغ طول الحدود الأردنية الغربية 335 كيلومتراً، منها 97 كيلومتراً مع الضفة الغربية، و238 كيلومتراً مع إسرائيل.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين (نهر الأردن من الجانب الإسرائيلي) وجسر الملك حسين (ألنبي) ووادي عربة (إسحاق رابين).
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.