وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر في جنوب القطاع باستشهاد 5 نازحين فلسطينيين، بينهم طفلان، إثر قصف إسرائيلي على خيمتهم في مواصي خان يونس، فيما أفادت مصادر في مستشفى المعمداني بمدينة غزة باستشهاد طفلين (عامان و3 أعوام)، ووصول عدد من المصابين إلى المستشفى، بسبب قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً يعود إلى عائلة عزام في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فجر اليوم.
وفي مدينة غزة أصيب عدد من الفلسطينيين جراء استهداف مسيّرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين قرب مفترق السامر وسط المدينة، كما استشهد فلسطيني وأصيب 15 آخرون إثر قصف مسيّرة إسرائيلية لمجموعة مواطنين في سوق الزاوية وسط مدينة غزة.
في السياق، شهدت بلدة جباليا ومحيطها شمال القطاع وحي التفاح شرقي مدينة غزة ليلة عنيفة، إذ نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مبانٍ وقصف ودمّر مبانيَ أخرى، مع تواصل القصف المدفعي في المنطقتين. واستشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون جرّاء قصف إسرائيلي لمنزل بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
ويواصل جيش الاحتلال استهداف خيام ومراكز تؤوي نازحين فلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما يسفر عن سقوط شهداء وجرحى فلسطينيين، وسط موجات تنديد واسعة النطاق.
في غضون ذلك، أنذر جيش الاحتلال صباح اليوم الفلسطينيين في عدة أحياء شمال قطاع غزة بـ"الإخلاء الفوري"، وسط مواصلته حرب الإبادة للشهر 21، ومخططات التهجير القسري.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في بيان: "تحذير الى كل الموجودين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، والتركمان، والجديدة، والتفاح، والدرج، والصبرة، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومعسكر جباليا، والروضة، النهضة، والزهور، والنور، والسلام، وتل الزعتر. من أجل أمنكم، اخلوا فوراً جنوباً إلى منطقة المواصي".
وادّعى المتحدث أن الجيش "يعمل بقوة شديدة جداً في هذه المناطق، والأعمال العسكرية سوف تتصاعد وستشتد وستمتد غرباً إلى مركز المدينة لتدمير" ما سماه "قدرات المنظمات الإرهابية".
وبشكل دوري، يصدر جيش الاحتلال إنذارات للفلسطينيين بإخلاء مناطق متفرقة بالقطاع، بذريعة رصد إطلاق صواريخ من غزة نحو المستوطنات المحاذية للقطاع.
ويطالب الجيش الفلسطينيين بالتوجه جنوباً، مدعياً أنها "مناطق آمنة"، إلا أنه لا يكف عن قصف كل مناطق القطاع حتى تلك التي يدعو الفلسطينيين للنزوح إليها أو التجمع بها من أجل الحصول على مساعدات.
ويأتي ذلك في وقت يجدد فيه مسؤولون إسرائيليون دعواتهم لتهجير الفلسطينيين، آخرها كان الثلاثاء، إذ حثّ وزير الاتصالات شلومو قرعي على تعزيز تهجيرهم من القطاع.
وفي خضمّ استمرار المجازر، كشفت دراسة مستقلة أُجريت ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويناير/كانون الثاني 2025 أن نحو 84 ألف فلسطيني استشهدوا نتيجة الحرب، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في أول تقدير خارج البيانات الرسمية التي كانت تصدر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأكدت الدراسة التي نُشرت عبر منصة medRxiv العلمية أن الرقم رغم صعوبة دقته الكاملة في ظل الظروف الميدانية، يتوافق مع نتائج دراسات أخرى ويعكس حجم المأساة المتفاقمة جراء العدوان.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.