وأوضح غروسي، في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية من المقرر بثها اليوم الأحد، أن طهران قادرة على "تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب خلال أشهر"، مشيراً إلى أن "القدرات لا تزال قائمة".
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تنفيذ ضربات أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، لم يتضح بعد حجم الأضرار التي خلفتها، في وقت أكد فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الهجمات ألحقت "أضراراً كبيرة بالبنية التحتية النووية"، في تصريحات للتليفزيون الرسمي الإيراني.
من جهته، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تصريحات له، تأكيد أن الغارات الجوية "أعادت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء".
لكن غروسي شكك في تلك التصريحات، قائلاً: "بصراحة، لا يمكن الادعاء بأن كل شيء قد اختفى"، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال تبحث عن مصادر اليورانيوم المخصب الذي عُثر على آثاره في مواقع غير معلنة سابقاً داخل إيران، دون الحصول على إجابات موثوقة.
وأشار إلى أن طهران تحتفظ بنحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% اللازم لتصنيع قنبلة نووية، وتتجاوز بكثير الحدود المدنية.
وفي السياق، نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء اليوم الأحد عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إنّ لدى طهران شكوكاً كبيرة في التزام إسرائيل وقف إطلاق النار.
وقال موسوي: "بما أن لدينا شكوكاً تامة في وفاء العدو بالتزاماته، بما في ذلك وقف إطلاق النار، فإننا مستعدون لمنحه رداً قوياً إذا كرر العدوان".
وفي 13 يونيو/حزيران الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 627 قتيلاً بحسَب أحدث حصيلة، و5 آلاف و332 مصاباً، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردّت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلّف دماراً وذعراً غير مسبوقين، فضلاً عن 29 قتيلاً و3 آلاف و345 جريحاً، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.
ومع ردّ إيران الصاروخي ضد إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردّت طهران بقصف قاعدة العديد العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو/حزيران وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.