وفي خطاب متلفز بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتوليه الحكم، شدد الملك على متانة الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، وقال: "موقفي واضح وثابت، وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، وتجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك".
وأشار العاهل المغربي إلى أنه دائماً ما حرص على مد يده للجزائر، معبّراً عن التزام بلاده حواراً أخوياً ومسؤولاً لحل الخلافات، وفي مقدمتها قضية إقليم الصحراء، التي تُعد أبرز نقاط التوتر بين البلدين منذ عقود.
وقال: "التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا معاً، على تجاوز هذا الوضع المؤسف".
والحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994، وسط خلافات سياسية بينهما، وأبرز هذه الخلافات بشأن ملف إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر.
وفي عام 2007، اقترح المغرب حكماً ذاتياً موسعاً في إقليم الصحراء تحت سيادته، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وأعرب ملك المغرب عن اعتزازه بـ"الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي بوصفه الحل الوحيد لنزاع الصحراء"، كما تقدم بالشكر للمملكة المتحدة والبرتغال على "موقفهما البنّاء الذي يساند المبادرة، في إطار سيادة المغرب على صحرائه".
وفي الشهور الأخيرة، أعلنت دول عديدة دعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي لإقليم الصحراء، مما أثار استياء الجزائر.
وعبَّر ملك المغرب عن حرص بلاده على "إيجاد حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف"، بشأن قضية إقليم الصحراء.
والأربعاء الماضي، جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تأكيد دعم بلاده ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بشأن إقليم الصحراء.
وجدد ملك المغرب الإعراب عن تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي، "الذي لن يكون إلا بانخراط المغرب والجزائر مع باقي الدول الشقيقة"، على حد قوله.
وفي 17 فبراير/شباط 1989 تأسس الاتحاد المغربي في مدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي: المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا.
ويهدف الاتحاد إلى فتح الحدود بين الدول الخميس، لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.
لكن في ظل خلافات بين بعض دوله، واجه الاتحاد منذ تأسيسه عقبات أمام تفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، ولم تُعقد قمّة على مستوى قادته منذ قمة تونس عام 1994.