وأُصيب فلسطينيان جراء اعتداء مستوطنين عليهما شمال ووسط الضفة الغربية، فيما تواصلت اقتحاماتهم عدداً من المناطق، تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إلى أنّ طواقمها نقلت شاباً فلسطينياً إلى المستشفى، بعد إصابته نتيجة اعتداء مستوطنين عليه في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس.
وفي بلدة نعلين غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أُصيب شاب آخر في اعتداء مشابه، حسب ما أوردته إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، دون تفاصيل إضافية.
ونقلت وكالة الأناضول عن الناشط عايد غفري، أنّ مستوطنين اقتحموا أطراف بلدة سنجل شمالي رام الله، وأطلقوا أبقارهم في الأراضي الزراعية، تحت حماية جيش الاحتلال.
واقتحم عشرات المستوطنين أحياء وأسواق البلدة القديمة في مدينة الخليل، تحت حراسة جيش الاحتلال، وقالت الناشطة لبنى أبو تركي، للأناضول، إن هذه الاقتحامات تتسبب في "إغلاق المحال التجارية وتعطيل حركة المواطنين ومنع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي".
وفي مسافر يطا جنوبي الخليل، ذكر الناشط أسامة مخامرة، أن مستوطنين اقتحموا "خِربة الفخيت" (قرية صغيرة) ونفّذوا جولات استفزازية، تزامناً مع وجود الجيش الذي اعتقل "ناشطة سلام" أجنبية كانت توثق الانتهاكات، منوهاً إلى أنّ مستوطناً مسلحاً اقتحم منطقة "شعب البطم" بأغنامه، في المكان نفسه.
من جانبها، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية، بأن مستوطنين اعتدوا على قرية كيسان في محافظة بيت لحم، وارتكبوا "أعمال نهب وتكسير وعربدة"، ومنعوا المزارعين والرعاة من الوصول إلى أراضيهم.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعَّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 1001 فلسطيني على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وعلى صعيد آخر، خرجت مسيرات جماهيرية في مناطق عدة في الضفة، تنديداً بحرب التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة، واستمرار الإبادة الجماعية.
وذكر شهود عيان أن مسيرات حاشدة انطلقت من مدن رام الله ونابلس وجنين، تلبيةً لدعوات أطلقتها حراكات شبابية وفصائل فلسطينية، للتنديد بالتجويع والعدوان الإسرائيلي في غزة.
وفي وقت سابق، دعت حركة حماس إلى المشاركة في المسيرات للتنديد بسياسة التجويع الممنهج التي تنفذها قوات الاحتلال في قطاع غزة، والإبادة الجماعية المتواصلة.
وقالت الحركة في بيان: "نداء للأمة والأحرار في العالم لحراك عالمي إنقاذاً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الموت قصفاً وجوعاً وعطشاً. ليكُن يوم غد الأحد والأيام القادمة صرخة غضب عارمة في وجه الاحتلال الصهيوني وضد التجويع الممنهج في قطاع غزة".
وطالبت الحركة أحرار العالم بإطلاق "كل أشكال المسيرات الجماهيرية الحاشدة، والفعاليات التضامنية، ورفع الصوت عالياً، وممارسة كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والعمالية والطلابية، تضامناً مع غزة وضد حرب الإبادة والتجويع، حتى وقف العدوان الوحشي وإنهاء الحصار الظالم".
وناشدت ليكون غداً الأحد وما يليه "أياماً عالمية لفضح وإدانة جرائم الإبادة والتجويع الصهيونية ضد الأبرياء والمدنيين في غزة من الأطفال والنساء والمرضى".
وختمت قائلةً: "لتتضافر كل الجهود عربياً وإسلامياً ودولياً، ولنكن صوتاً واحداً تضامناً مع قطاع غزة وضد حرب الإبادة والتجويع لأكثر من مليوني فلسطيني".
كانت وزارة الصحة في غزة قد حذرت من تداعيات المجاعة الكارثية التي تضرب القطاع جراء الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ أوائل مارس/آذار الماضي، وأكدت وجود ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.