جاء ذلك في رسالة بعثها ألطون إلى ندوة أقيمت في العاصمة السورية دمشق الثلاثاء، تحت عنوان "التعاون على طريق السلام والاستقرار: الأخوة التركية السورية" أكد فيها شراكة بلاده الثابتة مع الشعب السوري.
وأضاف: "هذه الأخوة المتينة استمرت رغم كل المآسي والانتهاكات التي عانى منها الشعب السوري خلال فترة حكم نظام البعث".
وتابع: "نحمد الله أن نظام البعث، الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، انتهى. وها هو الشعب السوري ينهض من تحت الرماد، وأرجو أن يمضي الآن نحو مستقبل مزدهر يسوده السلام والأمل".
وأشار إلى أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، دعمت السوريين منذ بداية الأزمة رغم كل الضغوط، ولم تكتفِ بالمساعدات الإنسانية فقط، بل قدّمت دعماً مستداماً في قطاعات التعليم والصحة وسبل العيش.
وأضاف: "منظماتنا مثل الهلال الأحمر وإدارة الكوارث AFAD ووكالة التعاون والتنسيق (TİKA) كانت حاضرة إلى جانب السوريين داخل البلاد وفي المناطق الحدودية، وسنواصل هذا الدعم باعتباره واجباً إنسانياً وتاريخياً".
وفي ما يخص تطورات العلاقات الثنائية، أعلن ألطون إعادة فتح القنصلية التركية في مدينة حلب بعد السفارة في دمشق، واستئناف الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى العاصمة السورية، كما كشف عن زيارات متبادلة بين الجانبين، في مؤشر على مرحلة جديدة من التقارب السياسي والدبلوماسي.
وأوضح أن العلاقات تتقدم بشكل متنوع يشمل مجالات التجارة، والصحة، والطاقة، والتعليم، والطيران المدني، مؤكداً التزام أنقرة دعم "سوريا حرة يحدد شعبها مستقبلها".
كما شدد على أن دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون التركي السوري في مكافحة التضليل الإعلامي في مجالات الإعلام والاتصال والدبلوماسية العامة، وأنها تقوم بعمل منسق مع وزارة الإعلام السورية، معرباً عن ثقته بأن هذه الندوة ستسهم في التعاون بين البلدين.
حضر الندوة عديد من الأكاديميين والصحفيين ومنظمات مدنية ومسؤولين، فضلاً عن مشاركين محليين وأجانب، وناقشت أفكاراً متعلقة بمستقبل التعاون بين البلدين في المجالات الرئيسية، وخصوصاً الإعلام والاتصال ومكافحة التضليل الإعلامي.
كما تناولت الندوة الخطوات الملموسة نحو إعادة بناء السلم الأهلي وزيادة الرفاه في سوريا.
بدورهم، تطرق ممثلو وزارة الإعلام السورية إلى التحديات التي تواجهها وزارتهم والمؤسسات المعنية في هذه المجالات، وأعربوا عن سرورهم بالاستفادة من معلومات وخبرات رئاسة دائرة الاتصال التركية، خصوصاً في مكافحة التضليل الإعلامي والرقمنة والصحافة والنشر.
وفي ختام الندوة، جرى عرض الفيلم الوثائقي الذي أعدته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية وحمل عنوان "الصراع السوري: دبلوماسية السلام التركية".