وأعرب أعضاء مجلس الأمن، في بيان، عن القلق البالغ إزاء سقوط قتلى بين المدنيين السودانيين، جراء هجمات قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.
وذكر البيان أن أعضاء مجلس الأمن الدولي يدينون بشدة هجمات قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية على مخيمات النازحين، مؤكدين ضرورة مساءلتها على ذلك.
ودعا جميع أطراف الصراع إلى حماية واحترام العاملين في المجال الإنساني ومنشآتهم وأرصدتهم بموجب التزاماتها وفق القانون الدولي.
كما حث جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن أي تدخل خارجي تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وأن تقوم بدلاً من ذلك بدعم جهود التوصل إلى سلام دائم.
332 ألف نازح
وأمس الخميس، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، وصول 332 ألفاً و25 شخصاً من مخيم زمزم للنازحين، إلى مناطق في ولايتي شمال ووسط دارفور غربي السودان، جراء اشتباكات في أطراف وداخل المخيم، بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية بين الجمعة والأحد الماضيين.
وأفادت المنظمة الدولية، بأن فرقها تتابع النزوح واسع النطاق من مخيم زمزم للنازحين في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور منذ الأحد الماضي.
وفي الفترة بين الأحد والاثنين الماضيين، أفادت فرق ميدانية تابعة لمصفوفة (هيئة) تتبع النزوح، في البداية أن ما بين 60 و80 ألف أسرة نزحوا من مخيم زمزم للنازحين نحو مناطق في ولايتي شمال ووسط دارفور، وفق البيان.
وشنت قوات الدعم السريع، منذ الجمعة وحتى الأحد الماضيين، هجوماً على مخيم زمزم، لتعلن بعدها السيطرة عليه، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل، ونزوح عشرات الآلاف، بحسب الأمم المتحدة.
والأحد الماضي، اندلعت اشتباكات في أطراف وداخل مخيم زمزم، لليوم الثالث توالياً، بين الجيش والقوات المساندة له من حركات دارفور المسلحة في مواجهة قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.
وأعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (شعبية)، الأحد، مقتل وإصابة أكثر من 320 شخصاً، ونزوح آلاف جراء هجمات "الدعم السريع" على الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع" رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الطرفان منذ أبريل/نيسان 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وفي الفترة الأخيرة، بدأت تتناقص بوتيرة متسارعة مساحات سيطرة "الدعم السريع" شبه العسكرية في ولايات السودان لمصلحة الجيش.