وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، في بيان مشترك، إن هيئة الشؤون المدنية (جهة اتصال رسمية مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتهما "استشهاد المعتقل ناصر خليل ردايدة (49 عاماً)".
وأضاف البيان أن ردايدة "من بلدة العبيدية" شرق مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وتوفي "في مستشفى هداسا الإسرائيلي بعد نقله أمس من سجن عوفر (غرب مدينة رام الله)".
وعادة لا تنقل تل أبيب أسرى إلى مستشفيات إلا بعد تدهور حالتهم الصحية، جراء معاناتهم من إهمال طبي متعمد، وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وردايدة "معتقل منذ 18 سبتمبر (أيلول) 2023، بعد إصابة تعرض لها برصاص جيش الاحتلال في حينه"، وفق البيان، الذي أوضح أنه "يُضاف إلى سجل شهداء الحركة الأسيرة، الذين ارتقوا نتيجة للجرائم المنظمة التي تمارسها منظومة سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة".
وذكر البيان كذلك أنه "الشهيد الثاني بين صفوف الأسرى الذي يعلَن عن استشهاده في سجون الاحتلال في غضون أربعة أيام".
وبوفاته فإن "عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين منذ الإبادة (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) يرتفع إلى 65 شهيداً، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، ومن بينهم على الأقل 40 من غزة"، حسب البيان.
وأضاف أن "عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 بلغ حتى اليوم 302، فيما ارتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 74 من بينهم 63 منذ الإبادة".
وحذرت المؤسستان من أن "وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور مزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال".
وكذلك مع "استمرار تعرضهم لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بجميع أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية"، وفق البيان.
وأكد البيان أن "قضية استشهاد المعتقل ردايدة تشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التّوحش الإسرائيلي التي مارست كافة أشكال الجرائم بهدف قتل الأسرى، ولتشكل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة".
وجدد مطالبة المنظومة الحقوقية الدولية بـ"المضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا". كما طالب بـ"فرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة".
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 9 آلاف و 900 فلسطيني، بينهم 29 أسيرة ونحو 400 طفل، وفق معطيات الهيئة والنادي.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد نحو 952 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفاً و400، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.