تلقت TRT Deutsch منصة الأخبار الألمانية التابعة لمؤسسة TRT الأربعاء خطاباً تهديدياً موقّعاً عليه من قِبل جماعة "برينز يوغين" اليمينية المتطرفة التي تحمل اسم فرقة عنصرية مسلّحة كانت تابعة لقوات الأمن الخاصة في النظام النازي الألماني قبل 1945.
ووفقاً للشرطة الألمانية فإن الخطاب التهديدي "عنصري ومعادٍ للمسلمين والأتراك"، ويظهر فيه شخص مسلم بلحية طويلة وقبعة على شكل قنبلة، كما جرى استخدام صور من تلك التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة والتي اعتُبِرت مسيئة للمسلمين والنبي محمد.
وتحفّظت الشرطة على الخطاب بوصفه أحد الأدلة قبل أن ترسله إلى أمن الدولة.
ويأتي هذا الخطاب بعد استهداف منصة الأخبار التي تتخذ من برلين مقراً لها، من قِبل شخصيات عامة ووسائل إعلام ألمانية على مدار الأيام الخمسة الماضية، بسبب تغطية الأحداث الجارية في فلسطين والمظاهرات التي خرجت دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي في المدن الألمانية.
وكان من بين المحرضين على TRT الناطقة بالألمانية أستاذ العلوم السياسية إسماعيل قُبلي ومجلة "زاب" المعادية للمسلمين.
وقال كان ألبير رئيس تحرير TRT الناطقة بالألمانية إن المنصة "أنجزت تغطية واسعة النطاق للعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، لذلك استهدفتنا شخصيات عامة ووسائل إعلام ألمانية بالاسم".
وأكّد ألبير أنهم مستمرون في تغطية القضايا والملفات التي تغض عنها وسائل الإعلام الألمانية الطرف وعلى رأسها العنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا.
يُذكر أن تلك هي المرة الثالثة التي تتلقى فيها TRT الناطقة بالألمانية رسائل تهديد في غضون نحو عام.
ولم تسفر التحقيقات التي أجرتها الشرطة في الحادثتين السابقتين عن نتائج ملموسة كما لم يُدَن أحد.
وشهدت ألمانيا خلال الفترة الماضية تزايداً ملحوظاً بعدد جرائم الكراهية التي ارتكبها أشخاص يتبنون أفكاراً يمينية متطرفة.
وأعلن المكتب الاتحادي الألماني لمكافحة الجريمة (BKA) تسجيل 11 جريمة قتل بدوافع سياسية خلال العام الماضي نجم عنها مقتل 11 شخصاً، 9 منهم قُتِلوا في هجوم نفّذه يميني متطرف على مقهى بمدينة هاناو.
وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر إن ذلك التطور "مثير للقلق"، مضيفاً أن عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية الكلي وصل إلى 44 ألف جريمة منذ بدء الإحصاء عام 2001، 85% منها صُنِّفت جرائم كراهية وتحريض.
وقال الوزير الألماني: "بلادنا تشهد ميلاً ملحوظاً إلى العنف والكراهية"، معتبراً أن من أسباب ذلك "الاستقطاب الذي زادت حدته في ظل انتشار كورونا وما كان له من تبعات".
وأوضح زيهوفر أن عدد الجرائم التي ارتكبها اليمينيون المتطرفون خلال العام الماضي يعد الأكبر مقارنة بالأعوام العشرين الأخيرة.
وأكد أن التطرف من أهم الظواهر السلبية التي تهدد المجتمع الألماني، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف يمثل أكبر تهديد لأمن ألمانيا.
ولفت إلى أن نسبة ارتكاب الجرائم التي نفذها اليمين المتطرف خلال 2020، زادت 10.8% مقارنة بعام 2019.