وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها "تسلمت شهيداً من داخل منزل محاصر (من الجيش الإسرائيلي) في قرية سالم، ونُقل إلى المستشفى".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن طواقم الإسعاف نقلت جثمان الشاب قصي ناصر محمود نصار (23 عاماً) إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس.
وفي بيان لاحق، أفادت الوزارة باستشهاد فلسطيني ثانٍ، مشيرة إلى أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة الاتصال الرسمية مع الجانب الإسرائيلي، أبلغتها باستشهاد الشاب وسام غسان حسن اشتية (37 عاماً).
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن "الشاب اشتية اعتقل مصاباً قبل أن يعلن عن استشهاده واحتجاز جثمانه".
ونقلت "وفا" عن عدلي اشتية، رئيس مجلس قرية سالم، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القرية، وحاصرت منزلين بالجهة الشرقية منها، وسط إطلاق نار كثيف، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية إضافية.
وأضاف اشتية أن "مواجهات اندلعت بين جيش الاحتلال وأهالي البلدة، أطلق خلالها الرصاص الحي بكثافة صوب المواطنين ومنازلهم".
في غضون ذلك، أصيب 6 فلسطينيين مساء الأحد، بينهم 3 بالرصاص الحي و3 آخرون جراء اعتداء بالضرب، خلال اعتداءات نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إصابة 3 مواطنين برصاص الاحتلال خلال مواجهات بمنطقة تلة مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية".
من جانبها، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت إلى المستشفى طفلين مصابين، أحدهما (15 عاماً) أُصيب برصاصة في الفخذ، والآخر (16 عاماً) برصاص حي في البطن واليد.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال اقتحم المخيم وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى "اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابات بين المواطنين".
وفي محافظة طولكرم، أوضحت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت مع مصابين نُقلا إلى المستشفى، جراء اعتداء جنود الاحتلال على شابين عند حاجز عناب العسكري شرقي المدينة، دون تقديم تفاصيل إضافية.
بؤرة استيطانية جديدة
في السياق، شرع مستوطنون إسرائيليون، في الأيام الأخيرة، في إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة حلحول شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، عبر تجريف الأراضي وجلب مساكن متنقلة وربطها بالكهرباء والمياه.
وقال محمد عمرو، مدير مكتب هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) في الخليل، إن الأيام الأخيرة شهدت تحركات واسعة للمستوطنين في منطقة جبل الجمجمة الواقعة بين بلدتي حلحول وسعير شمال مدينة الخليل.
وأضاف: "توجد في الموقع نقطة عسكرية إسرائيلية قديمة، وبجوارها شرع المستوطنون في تنفيذ أعمال حفر، وجلب كرفانات (بيوت متنقلة)، وجميعها غير قانونية".
وأشار إلى بدء إجراءات قانونية أمام المحاكم الإسرائيلية لإخلاء الموقع من المستوطنين، دون استبعاد أن تكون هذه التحركات تمهيداً لإقامة مستوطنة جديدة على الجبل.
من جانبه، قال رئيس بلدية حلحول جهاد أبو عصبة، في تصريحات لإعلام محلي، إن المستوطنين بدؤوا منذ أسبوعين نقل مساكن متنقلة إلى الموقع، بلغ عددها حتى الآن 15 وحدة، مع إقامة بنية تحتية وتوصيل البؤرة بالكهرباء وخزان مياه، وسط انتشار مكثف للمستوطنين في المنطقة.
وأشار إلى أن أراضي الجبل "ذات ملكية فلسطينية خاصة موثقة، لكن أصحابها ممنوعون من الوصول إليها"، لافتاً إلى أن جرافات إسرائيلية نفذت عمليات تجريف في مساحة تقدر بنحو 250 دونماً، في مؤشر على نية ترسيم حدود للبؤرة الجديدة.
وتشير معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ حتى نهاية عام 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، بينها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
وبالتوازي مع الإبادة في قطاع غزة، صعد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 989 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 193 ألفاً و500 فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.