وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت، فجر اليوم الأربعاء، منازل الفلسطينيين في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، وعبثت بمحتوياتها.

كما اقتحمت القوات، ترافقها جرافة، منطقة الجسر ببلدة نعلين غرب رام الله، وهدمت منزلاً مأهولاً بساكنيه.

ونقلت وفا عن رئيس بلدية سبسطية شمال غرب نابلس محمد عازم قوله إنّ قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعدة آليات عسكرية وقوة راجلة، وداهمت عدة منازل واعتدت على طفل وفتاة وشاب، وأجرت تحقيقاً ميدانياً مع ساكنيها.

وأشار عازم إلى أن الاقتحام ما زال مستمراً، فيما فرض الاحتلال حظراً للتجوال داخل البلدة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شاب (22 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الصدر والظهر، ونُقل إلى المستشفى.

وفي الخليل جنوبي الضفة، ذكرت مصادر أمنية ومحلية لوفا أن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة واعتقلت شاباً فلسطينياً، عقب تفتيش منزله والعبث بمحتوياته.

كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.

أما في بيت لحم، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، 14 فلسطينياً، من بينهم طفلان، بعد دهم منازلهم وتفتيشها.

ومساء أمس الثلاثاء، قالت وفا إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم ضاحية ذنابة شرق طولكرم وبلدة السيلة الحارثية غرب جنين في شمال الضفة.

كما طالت الاقتحامات مدينة نابلس (شمال) وعدداً من قراها، حيث أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.

وفي منطقة الأغوار الشمالية، ذكرت وفا أن الجيش سلّم فلسطينياً إخطاراً بهدم خيمة سكنية شيّدها بعد أيام من احتراق خيمته.

وفي وسط الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الجيب شمال غرب القدس، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منازل المواطنين.

هجمات المستوطنين

تزامناً مع ذلك، هاجم مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم الأربعاء، منازل الفلسطينيين في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل.

وقال رئيس مجلس قروي سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل، جهاد النواجعة، لوفا إنّ مجموعة من المستوطنين المسلحين يحاصرون القرية منذ عدة أيام، وهاجموا بالحجارة لليوم الثاني منازل المواطنين.

وأضاف النواجعة أن الأهالي في القرية يعيشون تحت تهديد مستمر من قِبل المستوطنين، وأُجبروا على ترك أعمالهم والبقاء في القرية لحماية عائلاتهم وممتلكاتهم.

كما أفاد شهود عيان بأن عشرات المستوطنين اقتحموا صباح اليوم الأربعاء المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.

وأمس الثلاثاء، أقدم مستوطنون على إشعال النيران في الأراضي الزراعية بقرية مادما جنوب نابلس، مما أدى إلى اشتعال النيران في مئات أشجار الزيتون المعمرة، فيما هرع الأهالي وطواقم الدفاع المدني لمحاولة إخماد النيران.

وفي أريحا شرقي الضفة، قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في بيان: "في تصعيد جديد ولافت لسياسة فرض الأمر الواقع، أقدم مستوطنون إسرائيليون خلال الأيام الماضية على إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا".

ووصفت المنظمة هذه البؤرة بأنها "واحدة من أكثر الخطوات الاستيطانية خطورة خلال الأشهر الأخيرة"، معتبرة أنها "تمثل رأس حربة في مشروع زاحف يهدف إلى تهويد المناطق الرعوية المفتوحة، وخنق المجتمعات البدوية الأصيلة التي تعيش هناك منذ عقود طويلة".

وأضافت المنظمة أن "المستوطنين نصبوا خياماً، وأحضروا معدات حفر وتسوية، وبدؤوا بإحاطة المكان بأسيجة حديدية".

وأشارت إلى أن هذه البؤرة المستحدثة هي الخامسة من نوعها التي يجري إنشاؤها على امتداد طريق المعرجات.

وأكدت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن "المستوطنين يتحركون كأذرع غير رسمية لحكومة الاحتلال، مدعومين بالسلاح والموازنات الضخمة وبنية قانونية إسرائيلية، في مقابل مجتمعات بدوية فقيرة تُحاصرها القيود".

وتفيد تقارير فلسطينية بأن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفاً، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تُصنَّف على أنها رعوية وزراعية.

شركات تساهم في الاستيطان

في سياق متصل، قالت المسؤولة الأممية المكلفة مراقبة الضفة الغربية وقطاع غزة، فرانشيسكا ألبانيز، أمس الثلاثاء إنّ "عدداً كبيراً جداً من الشركات قد استفاد من الاقتصاد الإسرائيلي للاحتلال غير الشرعي، والفصل العنصري، والآن الإبادة" في غزة.

ونشرت ألبانيز تقريراً بعنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة" يحقق في "الآلية الخاصة بالشركات التي تدعم المشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي لتهجير والاستبدال بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة".

وأكد التقرير أن "مصالح الشركات تدعم المنطق الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين والاستبدال بهم وتجريدهم من ممتلكاتهم".

وبالتوازي مع الإبادة في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في قطاع غزة، خلّفت نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.