وقال أُويغون، إن مستشفى الشفاء في مدينة غزة "يأتي في مقدمة تلك المستشفيات المدمرة".
وأوضح الطبيب التركي، أنه رغب في الذهاب إلى قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتمكّن بعد انتظار دام 8 أشهر من دخول القطاع عبر "جمعية الأطباء الأوروبيين" وتحت رعاية منظمة الصحة العالمية.
تدمير المستشفيات
وقال: "الدمار هائل في غزة، لم يتبق حيوانات حية تقريباً، لا يمكن رؤية منزل أو مكان أو سيارة لم تتعرض للدمار"، مشيراً إلى أن "مستشفيات المدينة محطّمة، وتأثرنا بشدة مما شاهدناه".
وأضاف أويغون: "بعد تدمير المستشفيات لم يبق في قطاع غزة سوى جهازين للتصوير المقطعي في غزة، أحدهما في مستشفى الناصر (جنوب)، والآخر في مستشفى المعمداني (شمال)".
وأردف: "رغم صغر حجم المستشفى الأهلي المعمداني، فإنه يُستخدم مركز طوارئ، وكذلك مستشفى الناصر (جنوب)".
وأفاد أُويغون أنه "حتى خلال فترات وقف إطلاق النار، كانت المسيرات الإسرائيلية تحلّق في الأجواء، وتسقط ثلاثة إلى خمسة شهداء يومياً"، مشيراً إلى أنه "في إحدى الليالي، استُشهد 412 شخصاً، ثم ارتفع العدد إلى 500 (..) الوضع مؤسف ويتدهور أكثر فأكثر، والمستشفيات تُستهدف عمداً وبشكل ممنهج".
وفجر الأحد، قصفت مقاتلات إسرائيلية المستشفى المعمداني جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير أحد مبانيه وتضرُّر واشتعال النيران بعدد من أقسامه ليخرج من الخدمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزاً صحياً من الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
شح الإمدادات الأساسية
وأكد أُويغون، أن "منع دخول الغذاء والمساعدات إلى غزة لفترات طويلة أثّر سلباً في صحة الفلسطينيين بالقطاع"، موضحاً أن "أصدقاءنا كانوا يظهرون لنا صوراً للناس قبل الحرب وبعدها، وكان الفارق 20 إلى 30 كيلوغراماً في الوزن. لا يوجد طعام والجوع منتشر".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
وأشاد الطبيب التركي أيضاً بصبر نساء غزة، قائلاً، إنهن "يتمتعن بصبر وكرامة عظيمة، ولا يقبلن بالمساعدات الخارجية بسهولة".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم حرب وإبادة بغزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى دمار هائل في المنازل والمنشآت والبنية التحتية.